تمكين الشباب عبر الاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال.. مستقبل الأردن الواعد

مدار الساعة - كتب معتز العقايلة (جامعة الحسين بن طلال)-

في زمن تتسارع فيه التغيرات التكنولوجية وتتشابك فيه التحديات الاقتصادية، بات من الضروري البحث عن مسارات جديدة تُمكّن الشباب وتفتح أمامهم آفاقًا أوسع للإبداع والإنتاج. ومن أبرز هذه المسارات الاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال، اللذان يشكلان اليوم حجر الأساس لأي مشروع تنموي مستدام.

لقد أولى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، منذ توليه سلطاته الدستورية، أهمية قصوى لقضية الشباب، باعتبارهم ركيزة النهضة الأردنية وعماد المستقبل. فجلالته لم يدّخر جهدًا في إطلاق المبادرات وتبني السياسات التي تُعزز دور الشباب في مسيرة التنمية، إدراكًا منه أن الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في الإنسان الأردني.

كما حمل سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، رسالة والده، فكان الأقرب إلى جيل الشباب، والمحفز الأكبر لهم على الانخراط في مسارات الابتكار والريادة. ومن خلال مبادراته الميدانية ورؤيته العصرية، ساهم سموه في ترسيخ ثقافة الاعتماد على الذات، وتشجيع الشباب على اقتحام ميادين الاقتصاد الرقمي وصناعة المستقبل.

الشباب الأردني يمتلك طاقات كبيرة ومهارات متقدمة، لكن ما يحتاجه حقًا هو البيئة الداعمة التي تُترجم تلك الطاقات إلى إنجازات حقيقية. وهنا يبرز الاقتصاد الرقمي باعتباره منصة عالمية مفتوحة، لا تعترف بالحدود الجغرافية، وتتيح للشباب فرصًا للعمل والإبداع والمنافسة على مستوى إقليمي ودولي.

إن الاستثمار في التحول الرقمي وتطوير البنية التحتية التكنولوجية، إلى جانب دعم المشاريع الريادية، يسهم في خلق فرص عمل جديدة، ويُعزز من قدرة الشباب على المساهمة الفاعلة في الاقتصاد الوطني. كما أن ريادة الأعمال تمنح الشباب الحرية في ابتكار حلول للتحديات المحلية، وتُحول الأفكار الخلّاقة إلى مشاريع قابلة للنمو والتوسع.

ختامًا.. إن تمكين الشباب عبر الاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال ليس خيارًا ترفيهيًا، بل هو ضرورة وطنية واستراتيجية. وهو النهج الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي عهده الأمين، لتظل راية الأردن عالية، وليكون الشباب الأردني في طليعة صُنّاع الغد المشرق.