أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات جامعات مغاربيات خليجيات دين رياضة اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

ياسين يكتب: فارس أردني أحب الناس فأحبّوه


خليل ياسين

ياسين يكتب: فارس أردني أحب الناس فأحبّوه

مدار الساعة ـ

في زمنٍ تزدحم فيه الأسماء وتضيع فيه البصمات، يبقى بعض الرجال علامات فارقة، حاضرة في الذاكرة الوطنية والشعبية، يُذكرون بالخير لأنهم أحبّوا الناس فأحبّهم الناس، وخدموا وطنهم بإخلاص فبادلتهم القيادة والمجتمع الوفاء. ومن بين هؤلاء الرجال يبرز اسم ( العقيد المتقاعد فهد موفق عبدالحميد النعيمي/ ابو راشد ) ، فارس الأردن ورجل الأمن الذي جسّد معنى الوفاء للوطن والقيادة والشعب.

ينتمي العقيد النعيمي إلى عائلة أردنية عريقة، وإلى قبيلة كبيرة ممتدة في معظم أرجاء الوطن العربي، عُرفت تاريخياً بالكرم والشجاعة والوفاء. لم تكن هذه الجذور مجرد انتماء دم أو نسب، بل كانت هوية متكاملة انعكست على شخصيته، فكان مثالاً للكرامة والصدق والكرم البدوي الأصيل.

نشأ في بيتٍ آمن بقيم الدين والوطن، بيتٍ لم يساوم يوماً على ثوابته، ولم يتردد لحظة في تقديم مصلحة الأردن وقيادته الهاشمية على أي اعتبار آخر.

لم يكن ( فهد ابن الشيخ موفق النعيمي) رجلاً عادياً، فهو حفيد المجاهد الشيخ عبدالحميد النعيمي، أحد قادة الثورة العربية الكبرى وقاهر الاستعمار. ذلك الجد العظيم ترك وصية خالدة حملها الأحفاد من بعده، وصية عنوانها: الصدق، والإخلاص لله والوطن، والوفاء للقيادة الهاشمية، والعمل على وحدة الأمة العربية ورفعتها.

وقد ظل العقيد النعيمي وفيّاً لهذه الوصية، فكان أينما حلّ يردد أن الصدق فضيلة لا تسقط بالتقادم، وأنها السلاح الذي يحمي صاحبه ويرفع هامته عالية.

خدم العقيد ( النعيمي ) في سلك الأجهزة الأمنية والعسكرية، حيث عُرف بالكفاءة والذكاء والمرونة والقدرة على التعامل مع أصعب المواقف. وعلى الرغم من طبيعة عمله التي اتسمت بالدقة، فإن الجانب الإنساني ظل حاضراً في شخصيته.

كان يؤمن أن رجل الأمن ليس فقط حامياً للوطن، بل هو أيضاً سندٌ للمواطن، وعونٌ للضعيف، وحامٍ للكرامة الإنسانية. لذلك لم يكن غريباً أن يمتدحه كل من عرفه، سواء في أروقة العمل الأمني أو بين الناس البسطاء الذين طالما مدّ لهم يده بالعون.

فارس بدوي متواضع

من يعرف العقيد فهد عن قرب، يدرك أنه رغم رتبته ومكانته وخبرته الطويلة، ظل يحمل قلب الفارس البدوي المتواضع. لا تغريه المظاهر، ولا تشغله الألقاب، بل يظل كما عرفه الناس: قريباً من الجميع، متفهماً لاحتياجاتهم، سبّاقاً لفعل الخير.

في بيته لا ينقطع الكرم، وفي حياته لا ينقطع العطاء، فظل يساعد اليتيم والمحتاج والسائل، ولا يسعى في ذلك إلا إلى مرضاة الله تعالى.

الوفاء للوطن والقيادة

في مسيرة العقيد النعيمي، تتجلى صورة الأردني الأصيل الذي حمل راية الولاء للوطن والقيادة الهاشمية. فقد آمن أن الأردن هو البيت الكبير الذي يستحق التضحية، وأن قيادته الهاشمية كانت وما زالت صمام أمانه وضمانة وحدته واستقراره.

لم يكن مجرد رجل أمن يؤدي واجبه، بل كان رجلاً وطنياً حمل همّ بلاده، فواجه كل من حاول المساس بأمنها، وبقي واقفاً شامخاً دفاعاً عنها وعن مواطنيها.

اليوم، وبعد رحلة طويلة من العطاء، يبقى العقيد المتقاعد فهد موفق عبدالحميد النعيمي واحداً من الأسماء التي يذكرها الناس بكل احترام. فهو نموذج حي للرجل الذي جمع بين الأصالة والوفاء والشهامة، وبين القوة في المواقف والرحمة في التعامل.

إن سيرته ليست مجرد قصة شخصية، بل هي رسالة متجددة للأجيال الأردنية والعربية، بأن الوطنية ليست شعاراً يُرفع، بل ممارسة حقيقية تتجسد في السلوك والعمل والإخلاص.

قد يختلف الناس في الكثير من تفاصيل حياتهم، لكنهم يتفقون على احترام الرجال الذين يضحون بصمت، ويعملون بإخلاص، ويمنحون بلا مقابل. والعقيد فهد موفق النعيمي هو واحد من هؤلاء الرجال الذين تستحق سيرتهم أن تُكتب وأن تُروى، لأنهم ببساطة… أحبّوا الناس فأحبّهم الناس، وأحبّوا الوطن فرفعهم الوطن في قلوب أبنائه

مدار الساعة ـ