الإنسان لا يُقاس بما يقوله فقط، بل بما يفعله ويترجمه على أرض الواقع. فالتصرفات ما هي إلا مرآة صافية تعكس الفكر الذي يحمله صاحبها. ومن تأمل في سلوكيات الناس يجد أن العقل هو المخرج الأول للأفعال، وأن ما يختزنه من مبادئ وقيم أو ما يغزوه من أفكار منحرفة، هو الذي يرسم خارطة السلوك اليومي.
فإذا كان الفكر نقياً صادقاً مستنيراً بالحق، ظهرت أفعاله رحمةً وصدقاً وعدلاً. أما إذا اعتلت الفكرَ شوائب الهوى والضلال، انحرفت التصرفات وصارت سبباً في فساد المجتمع وتفككه.ولذلك، فإن إصلاح السلوك يبدأ من إصلاح الفكر، وتطهير العقل مما علق به من أوهام، وزرع قيم الخير فيه. وما أجمل أن يتربى الإنسان على فكر مستنير يقوده إلى سلوك حضاري راقٍ، يكون فيه نفع لنفسه ولمجتمعه، ويترك أثراً طيباً بعد رحيله.إنها معادلة بسيطة وعميقة في آنٍ واحد: فكرك يصنع سلوكك... وسلوكك يصنع صورتك في عيون الآخرين والتاريخ.
الضمور تكتب: تصرفات الإنسان هي وليدة فكره الذي يحمله
مدار الساعة ـ