منذ عقود، والأردن يرفع صوته عاليًا في المحافل الدولية، مؤكدًا على ضرورة تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة. هذا الموقف الثابت ليس مجرد كلام دبلوماسي، بل هو مبدأ راسخ مبني على رؤية واضحة لمستقبل مستقر في الشرق الأوسط. وفي ظل التطورات الأخيرة والتصريحات الإسرائيلية التي تتحدث عن مشروع "إسرائيل الكبرى"، جدد الأردن، ممثلاً بجلالة الملك، رفضه القاطع لهذه الرؤية العدوانية التي تسعى لترسيخ الاحتلال وتوسيع السيطرة.
إن حديث قادة الاحتلال عن ضم أراضٍ جديدة وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، بالإضافة إلى مخططات ترسيخ احتلال غزة، هو بمثابة إعلان حرب على أي جهود سلام حقيقية. هذه الممارسات لا تقوض فقط حل الدولتين، بل تهدد استقرار المنطقة بأكملها وتتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية. الموقف الأردني، الذي عبر عنه جلالة الملك في محادثاته مع الرئيس الفرنسي ماكرون، هو موقف يمثل صوت الحق والعدل. هذا الصوت ليس موجهاً فقط لإسرائيل، بل هو نداء للعالم أجمع بضرورة تحمل مسؤولياته التاريخية والأخلاقية. إن على المجتمع الدولي أن يدرك أن الصمت على هذه الممارسات يعني الموافقة عليها، وأن التهاون في تطبيق القانون الدولي سيؤدي حتمًا إلى المزيد من العنف والفوضى. الأردن يؤكد مجددًا أن الأمن الإقليمي لا يمكن أن يتحقق على حساب حقوق الآخرين، وأن أي محاولة لتغيير الواقع على الأرض بالقوة هي محاولة فاشلة ستزيد من تعقيد الأوضاع. إن السلام الوحيد الممكن هو السلام الذي يعترف بالحقوق الفلسطينية كاملة غير منقوصة، وينهي الاحتلال، ويحترم القرارات الدولية. هذا هو الموقف الأردني، وهذا هو المبدأ الذي لن يحيد عنه.حفظ الله الاردن والهاشمين وفلسطين.
