انطلاقاً من وحدة الدم والمصير المشترك، وإيماناً بعمق الروابط القومية التي تجمعنا بأهلنا في سوريا وفلسطين ولبنان ، وإدراكاً منا لحجم المخاطر التي تتعرض لها أمتنا العربية في ظل المشاريع الصهيونية التوسعية، نتوجه بهذه الرسالة الجامعة إلى أهلنا وإخوتنا:

أولاً: إلى أهلنا الكرام بني معروف في السويداء.....

إن تاريخكم العروبي الأصيل شاهد على أصالتكم ووفائكم ، فمنذ قدومكم من الجزيرة العربية إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط حيث كنتم حماة التخوم الإسلامية، وسياجاً منيعاً في وجه المعتدين. ويشهد التاريخ أن قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش قاد ملحمة وطنية خالدة ضد الاستعمار الفرنسي في سوريا ، وأفشل مخطط تقسيم سوريا الذي كان يستهدف إقامة دولة درزية معزولة عن محيطها العربي. كما نذكر بفخر مواقف القادة القوميين كمال جنبلاط، وكمال كنج، وكمال أبو لطيف الذين تصدوا بكل شجاعة لمشاريع العدو الإسرائيلي الهادفة إلى تقسيم سوريا والنيل من وحدتها.

هذا التاريخ العريق يلزمكم اليوم أن تحافظوا على نهج أجدادكم، وألا تنجروا وراء المخططات المشبوهة التي تريد النيل من سوريا ووحدتها، فما لكم إلا المصالحة مع شركائكم في وطنكم من الشعب السوري والعمل على بناء سوريا قوية موحدة تكون الحضن الدافئ لكل مكوناتها وتذكروا أن التاريخ يسجل لكم وما عليكم وانه لن يرحم أحد .

ثانياً: إلى القيادة السياسية المؤقتة في سوريا.....

إن مسؤوليتكم الوطنية والتاريخية تحتم عليكم رفع الحصار عن أهل السويداء ، والعمل الجاد على إنجاز مصالحة وطنية شاملة بين جميع مكونات الشعب السوري، وتقديم المساعدات الإنسانية لهم، وعدم ترك أي ذريعة للتدخل الأجنبي، وخاصة إسرائيل التي تسعى للتسلل تحت شعار حماية الأقليات.

ثالثاً: إلى بني معروف في فلسطين المحتلة .......

نقول لكم: لا تسمحوا للعدو الإسرائيلي أن يستغل اسمكم أو يزج بكم في مشاريعه التوسعية، وارفعوا أيديكم عن التدخل في شؤون بني معروف في سوريا و تذكروا أن حكومة إسرائيل المتطرفة لن تدوم، ومصيرها الزوال كما زالت كل مشاريع الاستعمار عبر التاريخ.

رابعاً: إلى بني معروف في اردننا الغالي .....

أنتم يا من عهدكم الأردن أوفياء مخلصين لوطنكم الغالي، ملتفين دائما حول قيادته الهاشمية الحكيمة، الحذر من تلك الإشاعات التي تظهر في الإعلام و على وسائل التواصل الاجتماعي التي تسعى الى نشر الفتنة والفرقة بين مكونات الشعب الاردني والاخلال في نسيجه الوطني.

فالأردن اليوم هو حصن العرب ودرعهم الواقي، وإن حمايته ووحدته واجب مقدس علينا جميعاً.

أما أنت يا شعب الأردن العزيز

الحذر من مخططات إسرائيل التوسعية التي لم تعد خافية على أحد، وخاصة ما أعلنه رئيس حكومتها المتطرف مؤخراً من أطماعه في المنطقة. إن التصدي لهذه المخططات يقتضي منا جميعاً وحدة الصف والتمسك بالثوابت الوطنية والقومية والوقوف خلف القائد وحادي الركب جلالة الملك عبدالله طال عمره وادام عرشه وولي عهده سمو الأمير الحسين ابن عبدالله المفدى، وذلك للدفاع عن الأردن وحماية أراضيه وحماية مستقبل أجيالنا.

عاش الأردن عزيزاً منيعا تحت ظل الراية الهاشمية،

عاشت أمتنا العربية موحدة ،

عاشت سوريا حرة أبية،

عاشت فلسطين حرة عربية،

والخزي والعار للعدو الصهيوني ومخططاته الاستعمارية .