أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات دين مغاربيات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

الزيود يكتب: أردني عابر للقارات


براء الأحمد الزيود

الزيود يكتب: أردني عابر للقارات

مدار الساعة ـ

(هكذا كان رد الشعب الأردني من شتى المنابت والأصول على تصريحات النتنياهو).

لم يكن الرد الأردني على تصريحات نتنياهو الأخيرة مجرّد موقف رسمي عابر أو رد فعل عاطفي طارئ، بل كان تعبيراً عميقاً عن وعي شعبٍ توارث الكبرياء، واستقلال الإرادة، وصدق الانتماء.

شعبٌ واحدٌ من شتى المنابت والأصول، لبّى النداء كما يفعل دومًا، ووقف صفًا واحدًا خلف جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين -حفظه الله ورعاه-، مُعلنًا أن كرامة الأردن ومواقفه ليست محل نقاش، ولا مجال للتشكيك فيها أو المساس بها.

وحدة لا تُكسر

تجلّت في مواقف الأردنيين، داخل الوطن وخارجه، وحدة نادرة قلّ نظيرها، تجاوزت الجغرافيا والانتماءات الضيقة، لترتقي إلى مستوى "أردني عابر للقارات".

من عمّان إلى العقبة، ومن إربد إلى الطفيلة، ومن المغتربين في الخليج وأوروبا وأميركا، انطلقت الأصوات والهتافات والبيانات، تؤكد جميعها أن الأردن ليس رقماً صامتاً في المعادلة، بل هو موقف ومبدأ، وقائد وشعب، وخط أحمر لا يُمس.

خلف القائد... لا خلف

لم تكن المرة الأولى التي يتعرض فيها الأردن وقيادته لمحاولات التشويش والتقليل من مواقفه الثابتة. ولكن التاريخ علّم الجميع أن الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني، لا يهادن في الحق، ولا يتخلى عن ثوابته. فكانت ردة الفعل الشعبية بمثابة تجديد للبيعة، وإعادة تأكيد أن كل أردني وأردنية، من كل أصل ومنبت، هم جنود خلف قائدهم، لا يتراجعون، ولا يترددون.

الأردن... أكبر من التحريض

تصريحات نتنياهو التي حاول من خلالها التشكيك بمواقف الأردن الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، لم تُفضِ إلا إلى مزيد من التلاحم الداخلي. فجلالة الملك عبدالله الثاني كان وما زال المدافع الأول عن القدس والمقدسات، الصوت الأعلى في المحافل الدولية لنصرة الحق، والرافض لأي تسوية تُفرّط بالثوابت. وهذا ما يُدركه كل أردني، ولذلك كانت ردود الفعل الشعبية صريحة: "نحن معك، يا سليل الدوحة الهاشمية، في كل موقف تتخذه، وفي كل معركة تخوضها لأجل كرامتنا ومبادئنا".

أردني... ولو بعد ألف ميل

ردود الفعل لم تقتصر على الداخل الأردني، بل انطلقت من كل بقعة فيها أردني يحمل اسم الوطن في قلبه. خرج الأردنيون في المغتربات، كتبوا، غردوا، تحدثوا، ورفعوا رؤوسهم فخرًا بقائدهم، مرددين: "نحن أردنيون عابرون للقارات... وإن مسّ الوطن أحد، فكلنا جبهة واحدة".

في وجه التصريحات المسمومة، يظل صوت الأردن نقيًا، واضحًا، لا يساوم، ولا يتراجع. ومع كل محاولة للنيل من هيبة هذا البلد ومكانته، يثبت الأردنيون أنهم شعب لا يُقهر، لا تُغريه الشعارات، ولا تُخيفه التهديدات. فالوطن له حُرّاسه، من القائد إلى الجندي، من الأم إلى الطالب، من الشيخ إلى الطفل. وكلنا اليوم نقول:

"نحن أردنيون... ومن خلف جلالة الملك عبدالله الثاني نقف، نقاتل، وننتصر."

مدار الساعة ـ