في 24 أب تحتفل اوكرانيا بالذكرى ال 34 لاستقلالها، ففي هذا اليوم من العام 1991 اتخذ قرار إعلان استقلال أوكرانيا.
يأتي هذا اليوم في ظل عدوان روسي على أوكرانيا يقترب الى عامه الرابع وقصف للمدن واستهداف المدنيين وسماء ممزوجة برائحة الصواريخ ومسيرات الموت ودوي صافرات الانذار. يقابل هذا العدوان شعب صلب من فولاذ وإرادة قوية لا تلين لشعب لن يتخلى عن حريته وتعلم كيفية البقاء على قيد الحياة بقدرة مذهلة على مقاومة التهديدات الوجودية بكرامة، متمسكين بثقافتهم وهويتهم وجذروهم الأوكرانية النابضة بالحياة للحفاظ على أوكرانيا حرة مستقلة ترفض التبعية.
أوكرانيا اليوم تدافع عن استقلالها وشعبها يدافع عن نفسه ووجوده ووحدة أراضيه وسيادته واستعادة أراضيه المحتلة وتحرير شعبه من احتلال غاشم.
في مثل هذا اليوم أعطت أوكرانيا لمواطنيها والمقيمين من مختلف الجنسيات الحقوق الشخصية الحقيقية والحريات غير المنقوصة والانتخابات النزيه والشفافة وحرية الكلمة والمعتقدات الدينية والاحترام المتبادل والتسامح بين الاديان والتي اصبحت من اهم الانجازات الديمقراطية لأوكرانيا كدولة محبة للسلام، وكدولة مؤمنه بالقيم والتحضر الديمقراطي واحترام المبادئ والقيم والاعراف الدولية مع السعي الى التعاون المتبادل مع كافة اعضاء المجتمع الدولي والتوجه للتكامل مع الاتحاد الأوربي.لقد اتسمت العقود الثلاثة الماضية بتغييرات لا يستهان بها فمنذ عام 1991 تمكن الأوكرانيون من بناء مجتمع مدني قوي ومرن، والحفاظ على استقلالية الصحافة، وتعزيز التعددية السياسية والانتقال المنتظم للسلطة وصون الحريات وقيم الديمقراطية، فنشأ جيل جديد من المواطنين على الحرية واحترام التقاليد الديمقراطية الإنسانية العريقة والممتدة لقرون عديده، وجاءت الثورة البرتقالية عام 2004 وثورة الكرامة عام 2014 لتكون من أبرز الأحداث الديمقراطية، التي كان يستحق أن يقاتل الأوكرانيون من أجله: (مجتمع مفتوح، حكومة ديمقراطية مسؤولة ومساءلة من الشعب، وبلد يحكمه القانون ويحترم حقوق الإنسان والحريات والديانات والأقليات) – الأوكرانيون لديهم الكثير ليفخروا به.يعرف الأوروبيون جيدا ما يتعين على الاتحاد الأوروبي القيام به لمواجهة التحديات الأمنية للنظام الجيوسياسي المتغير كما أنهم يعرفون جيدًا أن أوكرانيا جزء مهم من مستقبل أوروبا، وأن مستقبل أوروبا بدون أوكرانيا أمر لا يمكن أن يكون.اليوم تدافع أوكرانيا عن نفسها، على حساب أرواح أفضل وأشجع أبنائها، في معركة وجودية واليوم هو تخليد وتكريم لذكرى من سقطوا في ساحات القتال والنضال وضحوا بحياتهم من أجل حاضر ومستقبل أوكرانيا وهذا اليوم هو شكر وتقدير لمن يدافعون بالسلاح وبالكلمة عن أوكرانيا وشعبها وارضها وسماؤها وسيادتها واستقلالها لتنعم الأجيال القادمة بالحرية. إن كل من يزرع الشر في أرض غيره سيحصد ثماره على أراضيه.. هذا ليس تنبؤا بل انها عدالة السماء.