أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات جامعات مغاربيات خليجيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

أرباح الفوسفات.. تزعج المشوشين


علاء القرالة

أرباح الفوسفات.. تزعج المشوشين

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ

مرة أخرى، تثبت شركة مناجم الفوسفات أنها واحدة من أعمدة الاقتصاد الوطني، بعدما أن أعلنت عن أرباح صافية بلغت 250 مليون دينار في النصف الأول من هذا العام، وبنسبة نمو وصلت إلى 24%، وهنا لابد من الاعتراف ان هذه الأرقام الكبيرة لم تأت من فراغ، بل نتيجة لإدارة تنفيذية تعرف طريقها جيدا، فلماذا ينزعج العض احيانا من الانجاز؟.

ما يلفتني بصراحة في هذه النتائج المميزة، ان البعض كلما اعلنت هذه الشركة او غيرها من شركات القطاع الخاص عن نتائج مالية مهمة، يذهبون مباشرة للتشويش عليها وعلى منجزاتها، بالتركيز على رواتب الإدارة التنفيذية فيها، وكأن الهدف هو صرف النظر عن الأرقام الفعلية، واستبدال الإنجاز بالجدل، وهي حالة تتكرر كثيرا، وبأسئلة هامشية بدلا من أن يستثمر كنموذج نجاح للاقتصاد الوطني.

أرباح الشركة الإجمالية تثبت ان الإدارة التنفيذية القائمة عليها تستحق ما تتقاضاه من مكافآت مالية ، حيث ارتفعت ارباحها الى 365 مليون دينار، والمبيعات أكثر من 602 مليون دينار، بنمو تجاوز 11%، كما بلغت حصة السهم من الأرباح نحو 83.4% من قيمته الاسمية، وهي جميعها "مؤشرات مالية" قوية تعكس صلابة الأداء، ومتانة الإدارة، ونجاعة الخطط التي تم تنفيذها على أرض الواقع.

الواقع يقول اننا لا يمكن ان نتجاهل ما حققته الشركة على صعيد الإنتاج والتسويق والتصدير، خصوصا في الفوسفات والأسمدة وحامض الفوسفوريك، فكل هذه النتائج تعكس صورة "شركة وطنية" تدار باحتراف، لا بالصدفة، وتسير بخطى واضحة نحو التوسع والاستدامة، لا مجرد فزعة.

شخصيا استغرب من بعض الأصوات التي تحاول تحويل النقاش من الجوهر للقشور في كل مرة تحقق فيها شركة وطنية ارباحا ونموا وتوسعا، من خلال التركيز على مكافآت الادارات التنفيذية، وكأن أرباح الشركة لا تستحق أن تكون في صدارة الاهتمام، أو أن نجاح الإدارة لا يستحق التقدير، بل المساءلة والمحاسبة على ما قررته كفاءتهم لهم ونجاحاتهم، وهذه مفارقة مؤسفة تختصر الكثير مما نواجهه بالتعامل مع قصص النجاح في المملكة.

خلاصة القول، النجاح ليس تهمة، والمكافأة على الكفاءة ليست جريمة، و أما التشكيك في كل من ينجز، فهو خطر حقيقي على مناخ الاستثمار لدينا، وعلى الثقة بـ"المؤسسات الوطنية"، والفوسفات الأردنية، بما حققته وتحققه تستحق أن تروى قصتها كنموذج هي وغيرها الكثير من الشركات الوطنية، لا أن تهاجم تحت عناوين باهتة بهدف الشعبويات وتصفية الحسابات الضيقة .

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ