أيها الإخوة والأخوات،
الوطن أمانة في أعناقنا جميعًا، والعدو لا يستطيع أن يدخل إلينا إلا إذا وجد بيننا خلافًا أو ضعفًا يتسلل منه.علينا أن ننتبه: الأعداء قد يحاولون إشعال الفتنة بين مسلم ومسيحي، أو بين فلسطيني وأردني، أو بين شمالي وجنوبي، أو بدوي وفلاح. وقد يستغلون فقر الناس وضيق معيشتهم، ويستثمرون فساد بعض المسؤولين، ليصنعوا لأنفسهم عذرًا يقولون به: "جئنا لنساعدكم". لكنهم في الحقيقة لا يأتون إلا ليضعفونا ويعبثوا بمستقبلنا.واجبنا اليوم أن نكون صفًا واحدًا، لا مكان بيننا للعصبية ولا للتمييز.وواجب الدولة أن تفتح أبوابها للناس، تسمعهم وتخدمهم بعدل، تحارب الفساد بصدق، وتوفر العيش الكريم للجميع، وتحافظ على وحدتنا الوطنية.واسمحولي أن الخص لكم أدوات الفتنة التي قد يستغلها الأعداء للسيطرة على وطننا :1. الطائفية والعرقية: إذكاء الخلافات بين المكونات الدينية أو العرقية لإضعاف وحدة المجتمع.التفرقة الطبقية والاقتصادية: استغلال الفوارق بين الأغنياء والفقراء لخلق صراعات داخلية.نشر الشائعات والدعاية: استخدام الإعلام والوسائل الحديثة لزرع الشك والكراهية.تشويه الرموز الوطنية: إضعاف الثقة بالقيادات أو الحركات المقاومة عبر التشويه أو الإشاعات.2. أدوات الاستغلال والسيطرةالقوة العسكرية: التدخل المباشر أو دعم ميليشيات محلية موالية.الاتفاقيات غير العادلة: فرض معاهدات أو صفقات اقتصادية تمكّن المحتل من الاستحواذ على الأرض.شراء الذمم والنخب: كسب قادة محليين عبر المال أو النفوذ السياسي.الهجرة والاستيطان: إدخال مجموعات سكانية جديدة لتغيير التركيبة الديموغرافية.القوانين الاستعمارية: سنّ تشريعات تعطي شرعية شكلية لاحتلال الأراضي.3. أدوات حديثة للسيطرةالحروب الإعلامية والسيبرانية: بث الانقسام عبر وسائل التواصل الاجتماعي.استغلال الموارد: السيطرة على النفط، المياه، أو المعادن لتجويع الطرف الآخر وإخضاعه.التبعية الاقتصادية: إغراق الدولة بالديون وربطها بمؤسسات مالية عالمية.والخلاصة: الفتنة عادة ما تكون مدخلًا، أما الهدف النهائي فيكون الاحتلال والسيطرة عبر القوة أو القانون أو الاقتصاد.وأخيرا فإن المعادلة تتلخص ب ثلاث كلمات (فتنة ← استغلال ← احتلال)أيها الأردنيون، قوتنا في وحدتنا، وأمننا في محبتنا لبعضنا. فلنغلق أبواب الفتنة، ولنحمي وطننا من كل عدو يتربص بنا.
المجالي يكتب: رسالة إلى الشعب والدولة الأردنية
مدار الساعة ـ