حين أعلن سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني عن عودة خدمة العلم، لم يكن وقع الخبر عادياً، لقد شعرنا جميعاً بفرحة ممزوجة بالفخر والأمل.، كأن نافذة جديدة فُتحت أمام شباب هذا الوطن، بعد سنوات من القلق والبطالة وضيق الفرص.
نحن نعلم جميعاً حجم التحديات التي يواجهها الشاب الأردني اليوم، كثيرون أنهوا دراستهم، لكنهم ما زالوا يبحثون عن فرصة عمل تليق بقدراتهم. آخرون ضاقت بهم الحال بين قسوة الظروف المعيشية وقلة الحيلة، لذلك، كان من الطبيعي أن نتلقّى هذا الإعلان بارتياح كبير، لأنه لا يقتصر على فكرة خدمة إلزامية بل يحمل رؤية أوسع: خدمة علم حديثة تربط بين الانضباط العسكري والتأهيل المهني.في البداية، سيمرّ الشباب بمرحلة تدريب عسكري وبدني، وهو أمر مهم لترسيخ قيم الانضباط، وبث روح القوة والجاهزية فيهم، وليكونوا قادرين على الدفاع عن وطنهم متى استدعى الواجب. لكن الأجمل أن البرنامج لا يتوقف عند هذا الحد، بل يمتد ليفتح الباب أمام تدريب تقني ومهني لكل شاب حسب تخصصه ومهاراته. فطالب الهندسة سيتدرّب في المجال الصناعي، وخريج التمريض سيعزز خبرته العملية، وخبير الحاسوب سيجد نفسه في بيئة تقنية تحاكي سوق العمل.هنا يكمن الفرق، الخدمة لن تكون عبئاً ولا مجرد واجب إداري، بل فرصة حقيقية لـ صقل المهارات وبناء القدرات، بحيث يخرج الشاب من تجربته أكثر جاهزية لسوق العمل الأردني والعربي وحتى العالمي.اليوم، نستطيع أن نقول إن خدمة العلم لم تعد واجباً ثقيلاً بل أصبحت مطلباً شبابياً، لأنها ستمنح أبناءنا ما يبحثون عنه، فرصة للتعلم، للتدريب، وللشعور بأنهم يساهمون في بناء وطنهم ومستقبلهم.إن رؤية سمو ولي العهد تحمل رسالة واضحة لكل شاب: أنتم أساس هذا الوطن، وأنتم مستقبله. ومع حسن التخطيط وتعاون كل مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، ستتحول خدمة العلم إلى رافعة وطنية كبرى، تصنع جيلاً أكثر قوة وثقة، جيلاً يحمل همّ الوطن ويمتلك أدوات النجاح في كل مكان.
الشياب يكتب: عودة خدمة العلم.. بارقة أمل للشباب الأردني
مدار الساعة ـ