أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات جامعات مغاربيات خليجيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

أبو هزيم يكتب: إسرائيل الكبرى قيد التنفيذ.. الأردن مستهدف في مرحلة لاحقة.. على الدولة الأردنية الاسْتِعْدَاد


أحمد عبدالفتاح الكايد أبو هزيم

أبو هزيم يكتب: إسرائيل الكبرى قيد التنفيذ.. الأردن مستهدف في مرحلة لاحقة.. على الدولة الأردنية الاسْتِعْدَاد

مدار الساعة ـ

" أشعر أنني في مهمةٍ تاريخية وروحانية ، فأنا مرتبط جداً برؤية إسرائيل الكبرى ، أنا في مهمةٍ تمتد عبر الأجيال ، هناك أجيال من اليهود حَلِمْت بالقدوم إلى هنا ، وستأتي أجيال أخرى بعدنا ، " كان هذا جزء من مقابلة لرئيس وزراء الكيان الصهيوني مع قناة i24 العبرية .

بعيداً عن بيانات الشجب والاستنكار التي تدخل في إطار الشحن التعبوي " ورفع العتب في بعض الحالات ، الإجراءات العملياتية المدروسة على أرض الواقع من قوة عسكرية واقتصادية وتعبئة شعبية هي الفيصل والقوة الرادعة في إيقاف المشروع الصهيوني القائم على التوسع على مراحل ، بعدما يكون الكيان قد أوغل قتلاً وتدميراً وتهجيراً بحيث تكون المنطقة أمامه مفتوحة على جميع الاحتمالات ، وهو من يُقرر مصيرها ابتداءً ليتم " هظمها " بعد ذلك بكل سهولة ويُسر ضمن ما يسمى " إسرائيل الكبرى " .

عملياً ما تحدث به رئيس وزراء الكيان الصهيوني ليس بجديد فقد تم البدء بتنفيذ مرحلته الأولى في العام 1948م ، مع إعلان ديفيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل على 78% من مساحة فلسطين التاريخية وتهجير أغلب سكانها العرب ، وفي المرحلة الثانية التي بدأت في العام 1967م ، استكمل الكيان إحتلال ما تبقى منها بالإضافة إلى مرتفعات الجولان السوري ومزارع شبعا ، وها هي المرحلة الثالثة في أوج تنفيذ مخططاتها العملياتية في عدد من الدول العربية التي تقع ضمن دائرة الاستهداف والتحكم والسيطرة .

ولتوضيح الصوره بدون " فلتر " ولغايات إثبات أن مشروع " إسرائيل الكبرى " يتم تنفيذه على الأرض حالياً ، علينا أن نُقر بأن جيش الإحتلال الصهيوني وبمساندة من الجيش الأمريكي يستطيع الوصول إلى أي مكان متى شاء وكيفما يشاء ، وهذا ما يحصل عملياتياً في لبنان ، سوريا ، العراق ، وهي دول تدخل في قائمة المشروع الصهيوني ، وفي جانب السيطرة الفعلية على الأرض جيش الكيان موجود في قطاع غزه والضفة الغربية وأجزاء من لبنان وسوريا ، وفي السياق الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي والأمني تعمل السياسة الأمريكية في المنطقة على دمج الكيان ضمن محيطة الإقليمي ضمن ما بات يعرف باتفاقيات السلام والاتفاقيات الإبراهيمية ، ووصل الامر بالغطرسة الصهيونية إلى وضع " فيتو " على بعض القرارات الإقليمية وحتى المحلية لبعض الدول ، بحجة تعارضها مع الأمن القومي لدولة الإحتلال .

سياسة الدول الغربية والإدارات الأمريكية المتعاقبة في المنطقة تعمل على أضعاف جميع الدول العربية في محور الاستهداف وحتى البعيدة منها ، وتعمل على تجهيز مسرح العمليات أمام إسرائيل للتدخل سواء كان بالجانب العسكري أو الاقتصادي أو بخلق مشاكل اجتماعية وعرقية وعقائدية لتفكيك الدول ، والمجتمعات ، وفرض الحل الإسرائيلي بالسيطرة والتمكين لأحقاً .

إسرائيل تحاول أن تُحكم السَّيْطَرَة على حدود الأردن الغربية والشمالية على شكل حرف " L " ، وهي موجودة بالفعل على الجانب الغربي من الأردن " فلسطين العربية " وتتمدد الآن على الجانب الشمالي من حدود الأردن مع سوريا الشقيقة ، قواتها العسكرية تتمركز في جنوب لبنان ومزارع شبعا ومرتفعات الجولان والجنوب السوري " بعض القرى والبلدات في ريف دمشق وريف القنيطرة وريف درعا " ، وبتدخلها المباشر في قضية السويداء تحت ذريعة مساعدة " أخوانهم الدروز العرب !!! " ، يكون الكيان الصهيوني " إذا ما نجح لا قدر الله " قد وصل إلى نصف المسافة تقريباً مع حدود العراق " محافظة الانبار " ، وإذا ما استطاع أيضاً الوصول جغرافياً وعملياتياً إلى المناطق التي تسيطر عليها " قسد " يكون بالفعل قد وصل إلى نهر الفرات في الجنوب الشرقي من سوريا قبل دخوله إلى الأراضي العراقية ، وهو ما يشكل بداية حدود " إسرائيل الكبرى " من جهة الشمال الشرقي " من النيل إلى الفرات " .

في سعيها إلى تحقيق حلم " إسرائيل الكبرى " في مراحلة الأولى والثانية والثالثة ، الأردن في نظر دولة الإحتلال عبارة عن " مستودع بشري " ، ولقد استطاعت بالفعل تهجير ملايين من الأخوة الفلسطينيين إلى الأردن والدول المحيطة " ، وتروج دوائرها الإستعمارية والاستخبارتية ومسؤوليها من الصف الأول بأن الأردن هو فلسطين " وطن بديل " وهذا بالطبع في المراحل الأولى لأن الجميع في نهاية المطاف مُهدد بالتهجير .

الفلسطينيين في الأردن هم أخوه وأهل لهم ما لهم وعليهم ماعليها مثل أخوانهم الشعب الأردني ، وهم أصحاب الأرض والحقوق المشروعة في فلسطين وهم من يقررون مصيرهم .

الأردن مُستهدف في مرحلةٍ لاحقة من مشروع " إسرائيل الكبرى " ، بعدما يُنهي الكيان الصهيوني مرحلته الثالثة على حدود الأردن الشمالية والوصول إلى الفرات في العراق ، وبعدما يُحِكم السيطرة على الجهة الجنوبية من على حدود الأردن ، يصبح الأردن بين فكي كماشه يتم الضغط عليه عسكرياً من ثلاث اتجاهات .

عقل الدولة الأردنية يعرف جيداً مخططات دولة الإحتلال تجاه الأردن ، وإن جاز لنا كمواطنين أردنيين الرأي والمشورة ، على الدولة بكافة مؤسساتها أن تتخذ خطوات عملية في مواجهة المد الصهيوني وافشال مخطط " إسرائيل الكبرى " من أهمها : -

- عسكرة دولة الإنتاج كما تفعل دولة الكيان الصهيوني ، الجميع جيش ، عاملين واحتياط ، نساء و رجال ، وقت السلم كلٍ في اختصاصة .

- إعادة خدمة العلم على أُسس جديدة ، تُبقي جاهزية من هم في سن الخدمة " رجال و نساء " على استعداد تام .

- تعزيز وتمتين الجبهة الداخلية ورفع الروح المعنوية .

- بناء العقيدة القتالية العسكرية والشعبية على اعتبار أن الكيان الصهيوني هو العدو الأول .

- الإسراع في تنفيذ منظومات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري على أُسس جديدة حقيقية ، واعتبارها ضرورة لموجهه العدو وليس كلشيهات وعناوين عريضة لسد الفراغ في المؤتمرات والمنتديات لشراء الوقت .

- محاربة البطالة وجيوب الفقر .

- خفض الدين العام وخدمة الدين ، وخفض العجز في ميزان المدفوعات .

- العمل على زيادة نمو الدخل القومي وتمتين الاقتصاد الوطني .

- زيادة الإنفاق العسكري وتحديث أسلحة القوات المسلحة الأردنية ، ودعم الأجهزة الأمنية للحفاظ على أمن واستقرار الوطن .

- تطوير وتحديث البنية التحتية بما يتناسب مع استعمالها للأغراض العسكرية عند الضرورة ، بما فيها الملاجئ .

- بناء تحالفات دولية ، ومعاهدات دفاع مشترك مع الدول العربية والإسلامية والصديقة .

- والأهم الأهتمام بالمواطن الأردني من تعليم وصحة وتحسين جودة الحياة باعتباره الخط الأول للدفاع عن الوطن .

إذا كان رئيس وزراء الكيان الصهيوني متعلق عاطفياً برؤية إسرائيل الكبرى ، نحن متعلقين وجودياً بتحرير فلسطين من النهر الى البحر ، والدفاع عن الأردن مهما كانت التضحيات .

نأخذ بالأسباب ونتمسك بالتفاؤل ، لا نُزاود على أحد ،نترفع عن الصغائر ، لأننا نُحب الأردن ،

حمى الله الأردن وأحة أمن و استقرار ، وعلى أرضه ما يستحق الحياة.

مدار الساعة ـ