لا يمكن تجاهل تصريحات المتطرف بنيامين نتنياهو حول مشروعه الواهم "إسرائيل الكبرى"، والذي هو بالأصل فكر قاتم يتماهى مع أهداف الليكود، لا ترما أن هذا المصطلح ظهر بقوة بعد حرب حزيران 1967، ولكن علينا الوقوف برهة أمام كل كلمة يقولها “النتن” خلال هذه الفترة تحديداً.
ما يتفوه به عراب الحرب مجرد نتيجة حالة تراكمية نفسية ذهانية يحاول مجابهتها، بعد فشله وعزلته الدولية، ومحاولاته المستميتة للعيش على ظهر الأزمات التي خلقها منذ السابع من أكتوبر، وجيرها إلى لبنان وسوريا وإيران.نتنياهو يلعب في الوقت الضائع، محاولاً خلق واستغلال أزمات واحتقانات جديدة لا أكثر ولا أقل، بدأها في غزة بعد قتل الأطفال والنساء وتدمير بنيتها التحتية بالكامل، وتجويع أهلها، ليجد نفسه على أعتاب أزمة كبيرة مع النظام العالمي الإمبريالي الذي أنشأ المشروع الصهيوني الاستيطاني الإحلالي ذاته.لم يحقق رئيس وزراء الاحتلال أي هدف استراتيجي حقيقي يخدم مشروعه وطموحه السياسي، فابتدع الخلافات والنزاعات في لبنان لبحثه عن مفترق طريق يغير قواعد اللعبة ويكسب المزيد من الوقت، وصولاً إلى إيران ودروز السويداء.وبعد عزلته وفشله الذريع، يرفض أن يخرج خالي الوفاض، مدافعاً عن طموحاته الشخصية، حتى وصل إلى الرمق الأخير، مستمراً بتقويض الشرعية الدولية.ووتصرفاته اليوم تشبه تمامًا رقصة الديك المذبوح، لا بوسعه ولا حيلته إلا التصريحات الصحفية المشبوهة، دون غاية أو جدوى، وهو اليوم أمام ورطة جديدة يُعري بها المشروع الصهيوني، محددًا ملامح عقيدة توسعية ممتدة منذ نشأة الحركة الصهيونية، لا تعترف بحدود دولية، قائمة على فكر العصابات المتغطرسة.وقبل أن يورط نفسه أكثر، شهدنا في الإعلام العبري بروز مصطلح "العبريين". لم يكن هذا الأمر وليد اللحظة، بل خطوة ومدخلاً مدروساً من أجل تكريس بدعة “العبرانيين” في إعلامهم المتعارف عليه بإعلام الأزمات.واليوم، مع عودة خدمة العلم في الأردن، يعتقد البعض أن هذا رد على هذه التصريحات، وهي ليست كذلك تمامًا، لكون هذا المشروع مطلب وطني منذ سنوات طويلة، والحكومة الأردنية بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وسمو ولي عهده تعمل على هذا الملف من أجل تحصين جبهتنا الوطنية للمستقبل، لا استجابة لرجل العصابات الذي يعيش على كنف الأزمات، ويلجأ إلى روايات ومشاريع عفا عليها الزمن.
العجارمة يكتب: عراب المجازر يرقص كالديك المذبوح
مدار الساعة ـ