في لحظةٍ شعرتُ فيها أن أنفاسي تصعدُ لربِ السماءِ فما كان من كلماتِ قائدٍ ومسؤولٍ تربويٍ تتلمذَ بمدرسةِ الهاشمين وتسلحَ بحبِ وطنه وأرضه وقيادته بحسِ المسؤولِ وإنسانيته إلا أن أعادت لي الثقةَ وأن على الإنسان التحلي بالصبر و التماس العذر فضغوط العمل وحجم المسؤولية كبير.

هذه الكلمات كنتِ أنتِ سببَ خطها فهي لكِ ولكل مسؤولٍ فمن أراد تعلم التواضع والإنسانية وامتلاك مهارات وفنون التعامل عليه بزيارة عطوفتك والله إن كلماتي ليست بنفاقٍ ولا مجاملة ولا سعيا وراء مكسبّ أو منحةٍ فالروح زهدت قبل الجسد والعقل .

لم تعد عندي مطامع .. تواضعك وثقتك بنفسك وإنسانيتك وحسك بالمسؤولية ليسا سببا لنجاحك وحدك فقط بل سبب لنجاح كل من يعمل معك ومن يتعامل معك أو حتى من حظي بمجرد لقاءٍ عابرٍ. كلماتك حركت في داخلي رغبة الشعر والنثر والكتابة تغنيا بنشمية وزارة التربية والتعليم الأردنية .

أستاذة سحر أنا لا أملك سلطةً ولا جاها لكنني أملك قلماًصادقاً منفعلاً يرسم صور ما أعيشه في يومي .

وما دفعني اليوم للكتابة عن تواضعك لعل وعسى أن يرى كل مسؤول مدى تأثيره في نفسية المواطن أو المراجع فالتواضع سمة أهل العلم والفهم، أودعها اللهُ في نُفوس الأنبياءِ، وَوَرثَها العُقلاء والنُبلاء، وَأمَا الخُيلاءِ والكبرياء مَا همَا إلا سِقام وخيَم، دبَّ بينَ الناس كالنارٍ في الهَشيم، وَما ان بثَّ سُمومهُ في المُجتمعِ إلا وقَد تَصدّعت بُنيانُه، وتهَشّمت أركَانه، وتَشقّقت عمدَانه.

التبختر مُوجبٌ للشقَاء، والتجبّر مُسوّغ للعَناء، وَسُقم عَليل، وشرّ مُستطير، وخطيئةٌ إبليسيَة، فذاك الذي توهم بأنّ التَفضيلَ في المَظهَر لا فِي الجَوهَر، ونَسيَ قولُ اللهِ تَعالَى في سورة الحجرَات، آيَة رقَم (13) "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ"، فيحشرُه اللهُ يوم القيَامة تحَت أقدام الناس، فَمن تكبّر عَلى الناسِ ذَلهُ الله، قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليهِ وسلّم: (لا يَدخل الجَنّة مَن كَانَ في قَلبهِ مِثقال ذَرة مِن كِبر)، وَما تكبّر أحَد إلا لنقصٍ أو عيبٍ فِي نفسه، فالكبر يسلب الفَضيلَة ويكسب الرذيلَة، ونَصيبُ المُغفّل.

إيّاك والغُرور، فما هوَ إلَا تِيه وحبّ للظهور، فالتكبّر أخلاق اللئَام ووجهٌ من وجوه الظلام، والتَواضع أخلاقُ الكِرام ووَجهٌ مِن وُجوه الوئِام، وَلا تَمشِ فوقَ الأرضِ إلا تَواضُعاً فكَم تحتَها قومٌ همُ منكَ أرفَع فَإِن كنتَ في عزِّ وخير ومنعة فكم ماتَ من قومٍ منكَ أمنعُ.