يعتبر الإعلان عن عودة خدمة العلم ترجمة عملية لتعزيز الجبهة الداخلية للدولة نظراً لأن ذلك يعمل على ترسيخ قيم الانتماء للوطن والولاء لقيادته والمشاركة في حمايته والدفاع عنه. حيث تعتبر هذه الخطوة قرار تاريخي استدعت الظروف الخارجية المحيطة بالأردن ان تضع هذا البلد في موقف يتطلب تعزيز القدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة والاستعداد للمواجهة في حال حدوث حرب. ومن هذا المنطلق يجب على الأردن العمل على تعزيز قدراته الدفاعية والأمنية لضمان حماية حدوده وأمنه الداخلي في مواجهة العدو.
لطالما كان تعزيز الجبهة الداخلية للدولة يهدف إلى بناء مجتمع قوي متماسك قادر على مواجهة التحديات الخارجية، حيث ان ذلك يشمل جهوداً تعمل على توحيد صفوف افراد المجتمع وتعزيز الشعور لديهم بالانتماء والولاء والمسؤولية المشتركة ومواجهة اي عوامل قد تسبب انقساماً أو ضعفاً بينهم، خاصة في أوقات تتفجر فيها الصراعات في داخل محيط ملتهب تزيد به التهديدات القادمة من العدو.إن إعلان ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله عن عودة خدمة العلم ليس مجرد كلام عابر بلا هدف وبلا غاية، بل جاء ذلك رداً على تصريحات الحكومة الاسرائيلية التي أعلنت عن نيتها في ضم الأردن لدولتهم المزعومة باعتباره يقع ضمن أراضي دولة إسرائيل الكبرى. ان لهذا الإعلان أبعاد عسكرية تنطلق أولى خطواتها ببناء وتجهيز أفراد المجتمع عسكرياً ليتم التأكيد من خلال ذلك على أن أمن الأردن يبدأ من صلابة ابنائه. في هذا الإعلان يظهر لنا أن ولي العهد لن يتهاون مع أحد من أبناء هذا الوطن ولن يتردد في استخدامهم للدفاع عنه، حيث أن التهاون في ذلك يعني إزدياد التهديدات الخارجية مما يقود لانهيار الدولة وربما اخضاعها لتصبح تحت سيطرة العدو المحتل أو الغاء وجودها بشكل كامل من خلال ضمها لهذا الكيان الغاصب المحتل، لذلك جاء هذا الإعلان في هذا الوقت ليشكل نداء لكل أردني بأنه يتوجب عليه الدفاع عن وطنه لأن ذلك واجب عليه فالدفاع عن الأردن هو دفاع عن فلسطين فكلاهما بلاد مباركة كانت ولا زالت مطمع للعدو. نسأل الله أن يحفظ الأردن وفلسطين وسائر البلاد العربية والإسلامية من كل شر.
أبو عمارة يكتب: أبعاد عسكرية لعودة خدمة العلم
مدار الساعة ـ