أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية شهادة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف جامعات خليجيات دين مغاربيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

المقابلة يكتب: خدمة العلم.. وعي الشباب وركيزة مستقبل الوطن


الدكتور محمد خالد المقابلة

المقابلة يكتب: خدمة العلم.. وعي الشباب وركيزة مستقبل الوطن

مدار الساعة ـ

إن الأوطان تبنى بسواعد أبنائها، وتشتد قوتها بوعي شبابها وإخلاصهم، وتظل رايتها خفّاقة متى ما التقت القيادة الحكيمة بالعزيمة الصادقة من أبنائها. ومن هنا، تأتي خدمة العلم باعتبارها تجسيداً عملياً لمعاني الانتماء، وفرصة لتنشئة جيل جديد يؤمن أن خدمة الوطن شرف ومسؤولية في آن واحد.

لقد أدرك شباب الأردن أن خدمة العلم ليست مجرد التزام مؤقت أو واجب يؤديه المرء ثم يمضي، بل هي مدرسة حياة يتعلم فيها قيم الرجولة، الانضباط، الانتماء، والعمل الجماعي. ومن خلال هذه التجربة، ينضج وعي الشباب ويتسع أفقهم، فيدركون أن الوطن ليس أرضاً نعيش عليها فقط، بل هو هوية وقضية ورسالة.

وفي ظل ما يشهده العالم من تحديات متسارعة، باتت خدمة العلم من أهم المحطات التي تصقل شخصية الشاب الأردني وتمنحه القدرة على مواجهة المستقبل بثقة واقتدار. فهي تزرع في داخله روح المسؤولية، وتنمي في وجدانه ثقافة العطاء، وتربطه بمؤسسات الدولة ارتباطاً وثيقاً، ليصبح أكثر إدراكاً لدوره الحقيقي في مسيرة البناء والتنمية.

لقد أراد الله تعالى أن ينعم الأردن بقيادة هاشمية رشيدة، جعلت الإنسان الأردني محور الاهتمام وغاية كل جهد. وإننا إذ نتحدث عن خدمة العلم، لا بد أن نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى مولاي سيد البلاد، جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم – حفظه الله ورعاه – الذي لم يتوقف يوماً عن التأكيد على أن الشباب هم ثروة الوطن التي لا تنضب، وأن الاستثمار في وعيهم وتعليمهم وانضباطهم هو السبيل لصون الأردن وتعزيز مكانته بين الأمم.

كما نخص بالشكر والتقدير سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني – أيّده الله – الذي يمثل النموذج المشرق لجيل الشباب الأردني، بما يحمله من طموح متجدد، وفكر مستنير، وإيمان عميق برسالة الآباء والأجداد. لقد كان سموه دائماً قريباً من هموم الشباب، مشاركاً لهم تطلعاتهم، وموجهاً لطموحاتهم نحو خدمة الوطن ورفعته.

إن وعي الشباب الأردني بما تعنيه خدمة العلم هو الضمانة الحقيقية لاستمرار قوة الدولة ومنعتها. فهذا الوعي يتجلى في التزامهم بروح القانون، وفي احترامهم لمؤسساتهم، وفي استعدادهم الدائم للعطاء والتضحية. فالشاب الذي يدخل معسكرات خدمة العلم ويقف تحت ظل راية الجيش العربي، يدرك أن ما يتعلمه هناك ليس حكراً على الميدان العسكري فحسب، بل هو دروس في الحياة كلها: احترام الوقت، التعاون، الإيثار، والإيمان بأن الوطن فوق كل اعتبار.

وقد شهدت معسكرات خدمة العلم على مدار السنوات نماذج مضيئة لشباب أردنيين برزوا في شتى الميادين بعد أن نهلوا من معين هذه التجربة الوطنية.

مدار الساعة ـ