منذ اللحظة الأولى لإعلان نتنياهو تبنيه رؤية إسرائيل الكبرى والعالم واستهدافه لأمن واستقرار عدد من دول الجوار من ضمنها الاردن، انشغل الخبراء والسياسيون بتوقيت والغاية من إطلاق مثل هذه التصريحات، خاصة وأن المنطقة مقبلة على عملية سلام شامل ومحاولة لوقف الحرب وإعادة الهدوء الى المنطقة.
حكومة الاحتلال بهذا التصريح تعلن بشكل صريح رفضها لأي دولة فلسطينية غربي نهر الأردن، ورفضًا صريحًا لحل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية بل تعتبر عدواناً على حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم.لكن ما المطلوب من الدولة التي شملها تصريح نتنياهو المشؤوم وكيف تتعامل معه خلال الفترة المقبلة؟ خاصة أن دولاً مثل الاردن ومصر ساهمت في الضغط الكبير على الجانب الإسرائيلي في الرضوخ لعملية السلام والجلوس على طاولة الحوار إضافة إلى فتح المعابر وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة والضفة الغربية، كذلك الموقف السياسي على المستوى العربي والعالمي حيث لعب البلدان دوراً كبيراً في كشف جرائم الاحتلال الصهيوني في الأطفال والنساء والمستشفيات والمدارس داخل قطاع غزة.يبدو أن نتنياهو متخوف إلى حد كبير من الزخم الدولي الكبير باتجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية خاصة وأن الاردن ومصر من الدول التي تعمل بشكل اساسي في العملية السلمية لذلك جاءت التصريحات الإسرائيلية تجاه هاتين الدولتين في محاولة لخربطة المشهد والتشويش على الموقف الاردني والمصري بشكل مباشر.اليوم لابد من العمل والتنسيق المشترك لمواجهة هذه التهديدات واتخاذا إجراءات اكثر واقعية لوقف هذا الانغلاق في التصريحات من الجانب الإسرائيلي التي تنصب بالدرجة الأولى باتجاه تصفية القضية الفلسطينية وتلغي ما يعرف بحل الدولتين وتقويض جهود عملية السلام.هذه المخططات تتطلب تغييرًا في قواعد الصراع، بحيث لا يقتصر الرد العربي على خيار السلام الذي استغلته الحكومات الصهيونية، والتحول لإنشاء تحالف عسكري واسع من الدول العربية يضم حتى الدول التي وقعت معها معاهدات سلام.اما المطلوب أردنياً فالأمر يتطلب تثبيت الموقف الأردني الواضح لاية مشاريع توسعية أو حلول أحادية تنتقص من الحقوق الفلسطينية أو تهدد حدوده الشرقية والغربية، إضافة الى إعادة صياغة الموقف الرسمي بخطاب يهاجم ما يطرح عن (إسرائيل الكبرى) باعتبارها ليست طرحاً سياسياً، إضافة الى التحرك الإقليمي والدبلوماسي والتحرك على المسار العربي والدولي، كما انه لا بد للجهات الرسمية من بناء خطاب إعلامي يربط بوضوح بين مشروع إسرائيل الكبرى وتهديده لأمن المنطقة واستقرارها وان الاردن يتحرك من موقع الدفاع عن امنه القومي.لا نخاف على الأردن.. فهو قوي بقيادته الهاشمية القادرة على إدارة الملفات جميعها وبشعبه الوفي المؤمن بقيادته
تصريحات نتنياهو تعقيد للمشهد أم الهروب من استحقاقات سياسية؟
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ