أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات جامعات مغاربيات خليجيات دين رياضة اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

النائب الحراحشة يكتب: أهمية تفعيل وإعادة خدمة العلم في الأردن


النائب الدكتور بدر الحراحشة
نائب اردني

النائب الحراحشة يكتب: أهمية تفعيل وإعادة خدمة العلم في الأردن

مدار الساعة ـ

تُعد خدمة العلم أو الخدمة العسكرية الإلزامية إحدى الركائز الأساسية التي اعتمدت عليها الدول للحفاظ على أمنها الداخلي والخارجي، وتعزيز منعة شبابها، وصياغة هوية وطنية جامعة. وفي الحالة الأردنية، يبرز الحديث عن إعادة تفعيل خدمة العلم في ظل ظروف سياسية وأمنية حساسة تمر بها المنطقة، وتحديات متزايدة يواجهها الوطن.

أولاً: البُعد الأمني

تعزيز الجاهزية الوطنية: في ظل التهديدات الإسرائيلية المستمرة ومحاولات فرض واقع جديد على المنطقة، فإن وجود قوة بشرية مؤهلة ومدربة يشكل خط دفاع استراتيجي للأردن.

الوقاية من المخاطر غير التقليدية: مثل الإرهاب والجريمة المنظمة والتهريب عبر الحدود، حيث يساهم الشباب المدرب عسكرياً في رفد الأجهزة الأمنية والجيش بخبرات إضافية.

الاعتماد على الذات: تقليل الاعتماد على القوى الخارجية أو المساعدات الأمنية، وبناء منظومة ردع مستقلة تحمي السيادة الوطنية.

ثانياً: البُعد الاجتماعي

تعزيز الانضباط والمسؤولية: الخدمة العسكرية تغرس في نفوس الشباب قيم الالتزام والانضباط، ما ينعكس على سلوكياتهم في حياتهم المدنية.

تذويب الفوارق الاجتماعية: في المعسكر الواحد يلتقي الشاب من العاصمة مع الشاب من البادية أو الريف أو المخيم، فيختلط الجميع تحت راية الوطن بعيداً عن الفوارق الطبقية أو المناطقية.

محاربة الفراغ والبطالة: إذ توفر الخدمة العسكرية فترة منتجة للشباب، بدلاً من الانجراف نحو الفراغ أو السلوكيات السلبية.

ثالثاً: البُعد السياسي

تعزيز الهوية الوطنية الجامعة: إعادة خدمة العلم تكرّس مفهوم المواطنة الفاعلة، وتغرس الولاء والانتماء للأردن فوق أي اعتبارات أخرى.

رسالة للداخل والخارج: داخلياً تُعيد الثقة بين المواطن والدولة من خلال إشراك الشباب في منظومة الأمن والدفاع. وخارجياً تُظهر الأردن كدولة متماسكة قادرة على حماية مصالحها.

الاستقرار السياسي: الشباب المنضبط والواعي يُقلل من احتمالية الانجرار وراء التيارات المتطرفة أو التحريضية، ويسهم في تعزيز السلم المجتمعي.

رابعاً: تأثيرها على سلوك الشباب

الانفتاح على قيم التضحية والولاء والعمل الجماعي.

اكتساب مهارات حياتية كالصبر، والاعتماد على النفس، واحترام الوقت.

تحفيز روح القيادة والابتكار لدى الجيل الجديد.

الحد من ظواهر سلبية مثل العنف المجتمعي، وضعف المسؤولية، واللامبالاة تجاه الشأن العام.

خامساً: الحاجة الوطنية في ظل الظروف الراهنة

إن ما يعيشه الأردن اليوم من ضغوط سياسية واقتصادية، ووجود تهديدات إسرائيلية مباشرة وغير مباشرة، يفرض واقعية جديدة تتطلب الاستعداد الشامل. إعادة خدمة العلم ليست ترفاً سياسياً أو خطوة شكلية، بل ضرورة وطنية ملحة لبناء مجتمع متماسك قادر على حماية نفسه، وتعزيز الجبهة الداخلية في مواجهة أي تحديات إقليمية.

خاتمة

إعادة تفعيل خدمة العلم في الأردن تمثل استثماراً استراتيجياً في الشباب، وتحصيناً للمجتمع، وبناءً لدرع أمني وسياسي متين. فهي ليست مجرد تدريب عسكري قصير المدى، بل مشروع وطني متكامل يعيد صياغة علاقة الجيل الجديد بوطنه، ويؤهل الأردن لعبور التحديات الإقليمية

مدار الساعة ـ