هذا زمن التناقضات الكبرى، وزمن المعايير المختلة، وزمن الجنون المغلف بالأوراق الوردية، زمن غياب التفكير وزمن الجدل العقيم وغياب الفهم العميق وسيادة العقم الفكري، إنه يا سادتي زمن المعلقين والمحللين الذين تسيدوا شاشاتنا فجأة، وسيغيبون مع نهاية الأحداث فجأة كما ظهروا، وسيظهر من العلب الجاهزة غيرهم مع حدث جديد هنا أو هناك!
إنه زمن القوة والتطرف والقتل أمام شاشات التلفاز دون رحمة والكذب دون رادع أو خجل، فمن يقتل يدعي أنه أكثر الدول إنسانية وإن جوّع كذب وقال ليس هناك جوع، والأخطر يا سادتي إنه زمن المشككين والمتفيهقين والمرتدين للنظارات السوداء من ينكرون دور الصديق والاخ والشقيق وفي دور الأردن العظيم بقيادته وشعبه كلام كثير، وهنا أقول:
علمتني الحياة أن ما بين الفهم والوهم، ولذلك أنكر من أنكر المساعدات..حرف ، وأن مابين الداء ..والدواء ..حرف ولذلك يتغنى البعض بأدوار وينكر أدوار ، ولذلك أقول أن حروف الألم هي نفسها حروف الأمل في أن هناك من لا ينكر دور عضيده وشقيقة، أما حول البداية للمقال فإن كلمة "فهم" و"فهم" هما كلمتان مترادفتان في اللغة العربية، وتعنيان إدراك معنى شيء ما أو حقيقة معينة، و كلاهما يشيران إلى عملية عقلية تتيح للشخص استيعاب وفهم المعلومات أو المواق، فقضية الوعي تسير وفق مسارها الطبيعي الى نقيضها و هو اللاواعي، ولذلك يختلف معظمنا حول مختلف الأمور من السياسي إلى الإقتصادي إلى الاجتماعي ومردَّ ذاك إلى حب الجدل وأساسه النقيض بين الفهم ولا فهم، وعلى إثرِ ذلك يتكون تركيب جديد من النقيضين و هو المرض، أي الفيصل بين الوعي و اللاوعي ليشكل مرضً اجتماعياً، ولذلك أكرر فكر كثيراً قبل أن تحكم وتقرر وتحسم أمرك في كل شيء، حتى لو كانت فكرة بسيطة مهما حاول البعض أن بقدم لك هذه الفكرة عبر فلم مصور عبر مواقع التواصل الإجتماعي أو تحليل تلفزيوني فالحقائق لا تتحمل كثيراً من الجدل والعقيم.
البعض يتحدث عن غيبيات لا يملك من معالمها أية تفاصيلها الحاسمة والعملية والعلمية النظرية والتطبيقية أية قواعد يمكن الإعتماد عليها في الحكم، فكيف به يحلل النزاعات والحروب وتوازنات القوى؟من هنا اؤكد أن بين المبادئ والقيم وغيابها، مساحة تمتد، وعوالم تتحرك، وأناس ينتقلون من بعد لآخر، وكلام يتناثر بين التفاصيل، والغائب في الغالب هو الروح التي قدست المبادئ والقيم، وحافظت على الانتقال بين عالم الماديات وعالم المثاليات، ولذلك فإن أخطر ما يواجه العمل النضالي في الواقع هو أؤلئك الممثلون الفاشلون الذين يلعبون ادوارهم في الخفاء وينسجون تحالفات المصالح ويتبادلونها بينهم.وهنا ولتعقيدات هذه المسائل وفهمها وفهم طبيعة التناقض القائم بين الفكر المبدع والخلاق الذي تطرحه نزاعات اليوم وصراعات الامس واليوم نظريات الحرية والديمقراطية من جهة ، أؤكد وجود جدل مفيد وجدل عقيم كما تحدث في المقدمة عن السياسة والأحكام التي تطلق ومنها إنكار دور الأردن في دعم القضية الفلسطينية إنسانيًا وسياسيًا، وأكررها في القضايا الفكرية المختلفة لأقول أنَّ هناك فرقاً بين كافة العقائد البالية التي تجسدها ثقافات المنفعه السائدة في شتى صورها من جهة وبين الفكر الإبداعي الخلاق من جهة أخرى، ونستدل على ذلك عبر كافة التراكمات التاريخية المعوقة لتأكيد وترسيخ فكر الحرية الإنساني الممثل لفكر الشعب ،أنه في حال العجز عن استيعاب اي فكر جديد ينطلق هؤلاء الممثلون لادوارهم الحقيقية كما عاشوها في واقع الماديات الفارغ بعيداً عن حرفية السياسة وإبداع المناضلين المنافحين عن الحرية، فتستهويهم موائد الحفلات ومهرجانات التسوق ودسائس الحياة وفعاليات مصورة وموائد يسمونها موائد الرحمن وهي ليست كذلك بل مهرجانات تصوير وسوشال ميديا، أو حفلات استقطاب مدفوعة الثمن، ولا يهمهم حراك الشارع المتزن والمراعي لظروف البلاد والعباد وحساسيات الموقفين الأمني والسياسي، ولك من المهم الحديث في قضايا الناس المطلبية من بطالة وفقر وعجز مالي كما هو الحال في الحديث عن هموم الشعب الفسطيني وجرائم العصر في غزة والضفة وتخاريف نتنياهو وفريقه المختل، ولكن يذهلك البعض وانت الخبيرلعقود في معظم المجالات بأن البعض يقدم الوعود بتقديم الحلول لكل المشاكل بما فيها حلول الصراعات السياسة والاقتصادية والاجتماعية وكأنه جني مصباح علاء الدين وسندباد.
على كل حال استكمل في الحديث عن نظرية الحرية فستظل ممارسة السياسيين حيالها غير فاعلة الأمر الذي يحتم بالضرورة التأكيد على فهم طبيعة التناقض القائم بينها وبين القوى المعادية لها ، وهذا لن يتأتى إلا عن طريق التعمق في الدراسة والتحليل لنظرية الحرية ذاتها وبشكل علمي سليم بعيداً عن الدراسة العشوائية والعاطفية والتحليل السطحي لها ،مؤكدين على دور المبشرين بالفكر القائم على نظريات واضحة تتفهم الخصوصية الأردنية وتدرجها الحكيم ورواده ،انطلاقاً من الفهم العميق أيضا لدورهم ضماناً لقبول الدور على قاعدة الفهم ليسهل فهم السلوك مما يسهل فهم وقبول الفكرة.
إن تحديات الفكرة تتطلب من متبنيها الصبر والمثابرة والوعي بمتغيرات العالم الخارجي وتوازنات الحياة، وتطورها المتسارع وحاجة المجتمع للتجديد في إطار وحدة الفكرة خوفاً من التمزق والضياع ،متقبلين التباين أحياناً في وتائر العمل و الاهتزازات التي تحصل ، تمهيداً لمعالجة الخلل والتغيير ضمن المنهج الواحد واكتساب المجتمع لروح الفكر الجديد المبشر بحضارة جديدة لها قواعدها ومفاهيمها ليجد الإنسان في نفسه نموذجا لهذه الحضارة الجديدة ماثلاً متجسداً يستهوي أفئدة الظامئين إلى حياة جديدة في عالم جديد تسوده الحرية والعدالة والتقدم .، أما في موضوع فلسطين فلن أفصل غنحن في الأردن لا نقبل المزايدات ولا الجدل العقيم فجذورنا ثابته ثبات السرو والزيتون، وأخيراً، فبين حروف الأمل والألم حرف كما بين كسب القلوب وكسر القلوب خيط رفيع أسمه الأسلوب فدعونا نختلف بهدوء وحلم وروية ونغلب الحب كي نزرع الحب والخير إينما حللنا، وسلامًا لكم أحبتي.زيد ابوزيد