أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مقالات مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات دين مغاربيات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

بني مصطفى تكتب: الحياة الجامعية تجارب تصنع الذات


د. مرام بني مصطفى
اخصائيه نفسيه وتربوية

بني مصطفى تكتب: الحياة الجامعية تجارب تصنع الذات

د. مرام بني مصطفى
د. مرام بني مصطفى
اخصائيه نفسيه وتربوية
مدار الساعة ـ

الحياة الجامعية تمثل مرحلة فريدة في مسيرة الفرد، وهي مرحلة انتقالية مهمة من أجواء المدرسة إلى بيئة التعليم العالي، حيث يبدأ الطالب في اتخاذ قراراته بنفسه حتى وإن كانت بسيطة، ويعتمد على ذاته بشكل أكبر.

ان الاختيار المهني هو تحديد المهنة المناسبة وفق ميول الفرد وقدراته، مع مراعاة متطلبات سوق العمل المتغير. ويعتمد النجاح فيه على معرفة الذات وفهم الفرص المتاحة لضمان توافق المهارات مع احتياجات المهنة.

خلال هذه المرحلة، يمر الطلبة بتجارب جديدة ويواجهون تحديات متنوعة، ويتعمقون في دراسة تخصصاتهم، سواء كانت علمية أو إنسانية او غيرها. في هذه الأجواء، ينجزون بحوثًا أكاديمية، ويشاركون في مناقشات فكرية مع أساتذتهم وزملائهم، وتحرص الجامعات على تقديم التعليم وعلى إشراك الطلبة في الأنشطة اللامنهجية في مجموعة واسعة من الأندية والفعاليات، تشمل المسرح، الرياضة، المجلات الطلابية، والأنشطة الاجتماعية المختلفة.

بالنسبة للكثير من الطلبة، تمثل هذه المرحلة أول تجربة للعيش بعيدًا عن الأسرة، سواء في سكن الطلبة أو في مساكن خاصة، خاصة لمن تفصلهم مسافات طويلة عن منازلهم. وهنا يتعلمون الاعتماد على أنفسهم في شؤون حياتهم اليومية، وتنظيم أوقاتهم، وبناء علاقات اجتماعية جديدة. كما توفر الجامعة فرصًا لتكوين صداقات وتطوير مهارات التواصل، لكن بعض الطلبة قد يواجهون صعوبات في التكيف الاجتماعي.

تظهر خلال هذه المرحلة تحديات نفسية وعاطفية واجتماعية، مثل الضغوط الأكاديمية والضغوط الاجتماعية، مما يستدعي أحيانًا اللجوء إلى الدعم النفسي. كما يشعر الكثير من الطلبة بالمسؤولية المالية، ويفكرون في مستقبلهم المهني ويتحملون أعباء مادية، الأمر الذي يعزز التفكير في الجانب الاقتصادي والتخطيط للمستقبل.

إن الانتقال من المدرسة الثانوية إلى الجامعة يعد تحديًا كبيرًا، لكن حسن استقبال الطلبة الجدد يسهم في تهيئتهم لمستقبل أكاديمي ومهني أفضل. ومن أبرز الخطوات التي تدعم هذه المرحلة:

• التوجيه الأكاديمي: حضور الجلسات التعريفية التي تشرح نظام الدراسة، المقررات، والتخصصات المتاحة.

• الأنشطة الاجتماعية: المشاركة في الفعاليات الترفيهية والاجتماعية التي تعزز الروابط بين الطلبة الجدد والقدامى، والانخراط في الأندية والأنشطة الثقافية والرياضية، والتعرف على الجاليات المختلفة.

• الجولات التعريفية: التعرف على مرافق الحرم الجامعي مثل المكتبات، المختبرات، مراكز الدعم الأكاديمي، والكليات.

• الدعم النفسي والاجتماعي: الاستفادة من الخدمات الاستشارية والنفسية التي تقدمها الجامعة لمساعدة الطلبة على التكيف.

• المساعدة الأكاديمية: حضور ورش العمل والدورات التعليمية، والتواصل مع أساتذة الجامعة لزيادة المعرفة والاستعداد الجيد للدراسة.

الحياة الجامعية فرصة ذهبية للنمو الشخصي واكتشاف الذات، وهي مرحلة مليئة بالتجارب الهادفة التي تمهد الطريق نحو مستقبل ناجح، والمساهمة في بناء الوطن وتحقيق أفضل النتائج.

مدار الساعة ـ