أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية الموقف شهادة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس جامعات مغاربيات خليجيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

ثرثرة نتنياهو.. انفصام واضح


علاء القرالة

ثرثرة نتنياهو.. انفصام واضح

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ

من المضحك أن يعود نتنياهو لترديد أسطوانة مشروخة عما يسمى "وهم إسرائيل الكبرى"، وكأن التاريخ يبدأ متى شاء، وينتهي حيث يريد، لكن الأكثر وقاحة أن يضع بمرمى أوهامه السياسية دولة كالأردن، ذات السيادة والتاريخ والكرامة والقوة والمجربة في ميادين القتال.

هذه التصريحات والهرطقات ليست إلا نوبة "هذيان سياسي" تعكس عمق الأزمة التي تعيشها حكومة نتنياهو، التي باتت معزولة دوليا، ومنبوذة أخلاقيا بسبب عدوانها وجرائمها اللا انسانية المستمرة على غزة والضفة الغربية المستمرة منذ عامين، ولذلك كان الموقف الأردني حازماً وبمثابة صفعة سياسية في وجه هذا "التهور الأرعن" والتطرف غير المسبوق، مؤكدين على أننا لا نقبل تهديدا ولا تتسامح مع العبث بالسيادة الوطنية.

ما يثير السخرية، أن نتنياهو في غمرة أوهامه، تناسى أو تجاهل حقيقة يعرفها جيدا كل من خدم في جيشه، وهي أن الأردن الذي يحاول استفزازه، هو ذاته الذي أوقف زحف القوات الاسرائيلية عند أسوار القدس في عام 1948، بفضل بسالة جيشه العربي.. كما تناسى نتنياهو أن جنودنا هم احفاد الشهداء في الكرامة واللطرون والقدس.

نعم؛يبدو أن نتنياهو، وقد أعماه وهم "إسرائيل الكبرى"، نسي أن عليه قبل أن يتطاول على الأردن، أن يعود أولا إلى مذكرات قادة الاحتلال، تحديدا "موشيه ديان" الذي اعترف بكل صراحة أن الجيش العربي الأردني كان "الأكثر تنظيما وشراسة وبسالة، بمواجهة القوات الإسرائيلية بندية وتفوق في معارك القدس.

حسنا، إن كان التاريخ لا يقرأ في تل أبيب، فهذه ليست مشكلتنا، أما إذا أصر نتنياهو على إنكار ما سجله قادته ويجهل قوة الأردن ورجالاته، فلا ربما عليه أن يعيد قراءة ما خطته أيديهم، قبل أن يطلق خرافاته السياسية بوقاحة لا تليق حتى بالهزائم التي يخشاها.

أما الآن، فيبدو أن نتنياهو يهرب من واقع مرير يعيشه في الداخل الإسرائيلي، حيث فقد السيطرة على إيقاع السياسة، ويواجه موجات متصاعدة من السخط الدولي، لكن تصدير "الأزمة الإسرائيلية" للخارج، ومحاولة صرف الأنظار عن عدوان الاحتلال المستمر، لن تنجح مهما علت أصوات التصريحات الهوجاء.

خلاصة القول، على نتنياهو أن يخفف من ثرثرته وخرافاته وأوهامه، فالأردن وجد ليبقى، بجيشه وشعبه وقيادته، وسيبقى سدا منيعا أمام أطماع الاحتلال، لا تزعزعه الكلمات ولا ترهبه الأوهام، ولهذا على نتنياهو أن يتذكر أن عليه قبل أن يرسم "خريطة جديدة" للمنطقة، أن يعيد قراءة التاريخ. وسيجد الأردن هناك، كابوسا في وجهه تتحطم عليه أحلامه الخبيثة.

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ