أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات جامعات مغاربيات خليجيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

رسائل مادونا بشأن غزة


محمود خطاطبة

رسائل مادونا بشأن غزة

مدار الساعة (الغد الأردنية) ـ

في ظل ما يشهده قطاع غزة، بجميع قاطنيه الذين يتجاوز تعدادهم 2 مليون نسمة، من قتل وتدمير، تبعهما تجويع و»تعطيش»، سيلحقهما «تهجير» لا محالة، في حال بقي العرب نائمون، والغرب متواطئون.. في ظل كُل ذلك، وجهت المُغنية الأميركية، «ملكة البوب»، مادونا، نداء إلى بابا الفاتيكان، ليو الرابع عشر، حثته فيه على زيارة غزة المُحاصرة، ليُشاهد بأم عينيه أزمة المجاعة في تلك المنطقة.

وكتبت مادونا، مؤخرًا، على موقع التواصل الاجتماعي (إكس)، منشورًا موجهًا إلى ليو الرابع عشر، "أنت الوحيد بيننا الذي لا يُمكن منعه من الدخول. نحتاج إلى فتح أبواب تلقي المُساعدات الإنسانية بشكل كامل، لإنقاذ هؤلاء الأطفال الأبرياء. لم يعد هُناك وقت".

منشور مادونا ذلك، يتضمن أكثر من رسالة، جميعها يتمحور على فقدان العالم لإنسانيته، وتأكيد على وجود شُح بالأخلاق، وإمعان من قبل آلة البطش الصهيونية بالمضي قدمًا بتدمير كُل ما هو موجود على أرض غزة، وإسراف من الغرب في تقديم دعم، مُنقطع النظير، لدولة الاحتلال لتواصل مُسلسل همجية القتل، بلا أي ضمير، تجاه شيوخ وأطفال ونساء، أهم صفة لديهم الآن أنهم «جوعى» و»عطشى».

الرسالة الأولى، التي تضمنها ذلك النداء، تحتوي على شقين، الأول موجه إلى أعلى سلطة مسيحية في العالم، وهو بابا الفاتيكان، تُطالبه أو تدعوه إلى زيارة غزة للوقوف على ما يُعانيه أهلها من جوع وعطش، وحرب إبادة جماعية.. هذا النداء فيه إشارة تدل على أن المُغنية مادونا، خرجت عن صمتها، وكأن لسان حالها يقول: يجب على الجميع أن يتكلموا ويفعلوا شيئًا من أجل إنقاذ أطفال ونساء غزة.

والشق الثاني، فيه من الألم والوجع والذل والهوان ما فيه، حيث تقول مادونا، موجهة كلامها لليو الرابع عشر: «أنت الوحيد بيننا الذي لا يُمكن منعه من الدخول».. تخيلوا الوحيد في العالم الذي يُسمح له بدخول غزة.

أما الرسالة الثانية، فهي موجهة للأشقاء الغزيين، وأقصد هُنا الأمة العربية، وكأن مادونا تقول لهم، إلى متى هذا الصمت المُريب، المُخجل؟.. ألا يكفي بعد نحو 22 شهرًا من العدوان الإسرائيلي الوحشي، أدى إلى ما يقرب من الـ180 ألف ما بين شهيد وجريح ومفقود، أن يتكلم العرب بلغة الفعل؟.. أو على الأقل أن يكسروا الحصار، لإيصال المُساعدات الإنسانية إلى الغزيين.

أما الرسالة الثالثة، فهي موجهة إلى الغرب، وعلى رأسهم الولايات المُتحدة الأميركية، بأن يتوقفوا عن تقديم الدعم العسكري والسياسي والأمني، إلى طفلهم المُدلل، الذي لا يدخر وقتًا ولا جهدًا، من أجل القضاء على كُل ما يُسمى فلسطين.

في حين تتضمن الرسالة الرابعة، شهادة حق أو تأكيد من بعض أبناء الغرب أنفسهم بأن هُناك في غزة مجاعة وتدمير وتهجير، لعل وعسى تستطيع تحريك مشاعر بقية أبناء الغرب، الذين يقدمون التقنية العسكرية للاحتلال الإسرائيلي.. وهذه الرسالة موجهة إلى كُل من يمتلك أخلاقًا وإنسانية، ويُفكر ولو قليلًا بالعدل، وإنصاف المظلوم، وأقصد هُنا دول العالم الحُر والشعوب الحُرة.

مدار الساعة (الغد الأردنية) ـ