أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات جامعات مغاربيات خليجيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

العبادي يكتب: حاضر الأردني


د.محمد يونس العبادي
كاتب وأكاديمي أردني

العبادي يكتب: حاضر الأردني

د.محمد يونس العبادي
د.محمد يونس العبادي
كاتب وأكاديمي أردني
مدار الساعة ـ

المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي فيما يخص الشأن العام وبخاصة في الشأن الداخلي يجد أن هنالك محاولات من بعض المسؤولين إيجاد شعبية لهم من خلال المضمون الذي يبث على هذه المواقع التواصلية، ومحاولات إقناعه بالصورة وما يعيب بعضهم أن يضع المسؤول نفسه فوق وزارته أو دائرته أو مؤسسته مع أن الأصل أن يقدم المؤسسة على نفسه، وأنت تتأمل صيرورة الأحداث والتعليقات وردود الفعل تلمس تعابير تنم عن فقدان الثقة في كثير من بعض أصحاب القرار مع أن هذه الحالة ليست جزءًا من طبيعة الأردنيين.

هذا الأمر أوجد شيئًا في حاضر الأردني فيلجأ إلى ماضيه محاولًا التطلع إلى ما يشفي غليله ويتطلع إلى سيرة شخصية حاولت أو تحاول حمل همومه ويساعد على ذلك الضغوطات اليومية الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها الكثير من الأردنيين ويسعى بعضهم لملء حاجته الوجدانية إلى النظر في الماضي على أنه أكثر ألفة من الحاضر.

أسئلة كثيرة تطرق على بال المتأمل للحالة الأردنية على مواقع التواصل الاجتماعي فالعرب قالت: "إن الدول تقوم على المال والرجال" وإن كنا نشكو شح الأولى فلا نريد أن نشكو من شح الثانية، لقد بتنا نرى الكثير من الاستحضار القليل من الاستذكار والسؤال هل هذه حالة صحية لدى شعب يحكي عن دولة عمرها أكثر من مئة عام وتقترب من الجيل السادس وإذا كنا نرى هذا الشح فما هو السبيل لنملأ هذا الشح؟

على المدى القريب الفرصة الوحيدة لتجسير الهوّة تتلخص بتعزيز الشفافية ومحاربة الإشاعات والشروع بالالتفات للبنية التحتية وخدمات الصحة والتعليم هي يوميًا محل التماس بين الدولة والناس، فالثقة بحاجة إلى التفاتة خارج الأسوار النمطية فما زلنا قادرين على تجاوزها.

هذه الحالة باتت تشغل بال الأردني في كل شيء وعلينا أن نبدأ في استعادة الثقة بالخروج من حالة التدوير التي باتت محل شكوى؛ فغياب الإبداع لدى بعض مسؤولي الصف الأول أضعف المؤسسات التي كانت محل اعتزاز.

مدار الساعة ـ