مع إعلان نتائج امتحان الثانوية العامة، يعيش الطلبة وأسرهم لحظات الفرح والفخر، لكن سرعان ما تبدأ المرحلة الأهم: مرحلة التخطيط للمستقبل. فاختيار التخصص الجامعي لم يعد قراراً عاطفياً بقدر ما هو خطوة استراتيجية تتطلب وعياً بمتطلبات سوق العمل وتوجهاته.
التخصص… بين الرغبة والواقعتشير المؤشرات إلى وجود فجوة واضحة بين أعداد الخريجين في بعض التخصصات وحاجة السوق الفعلية لها. فهناك مجالات تشهد تشبعاً وركوداً، وأخرى تتنامى الحاجة إليها مثل التكنولوجيا الحديثة، الطاقة المتجددة، الأمن السيبراني، والرعاية الصحية. ومن هنا يصبح على الطالب أن يوازن بين ميوله الشخصية وفرصه المستقبلية.دور الجهات المختصةتتحمل الوزارات والمؤسسات الأكاديمية مسؤولية كبرى في إصدار توجهات سنوية تحدد التخصصات المطلوبة وتلك التي تعاني من فائض. كما أن إطلاق حملات توعية، وتنظيم ورش عمل، وتوفير بيانات دقيقة عن سوق العمل، كلها أدوات ضرورية لمساعدة الطلبة على اتخاذ القرار الصحيح.سوق العمل… متغير لا يرحماقتصاد اليوم يتغير بسرعة، ما يعني أن التخصصات المطلوبة الآن قد تتغير خلال بضع سنوات. لذلك، فإن اختيار التخصص يجب أن يرافقه اكتساب مهارات متعددة، مثل اللغات، والتكنولوجيا، والعمل الجماعي، لضمان القدرة على التكيف مع التحولات.التوعية: استثمار في المستقبلبرامج الإرشاد الأكاديمي، والمعارض المهنية، واللقاءات المفتوحة مع أصحاب الأعمال، هي خطوات مهمة لتقريب المسافة بين مقاعد الدراسة ومتطلبات الواقع العملي. فالتخطيط السليم يبدأ بالمعلومة الصحيحة.خاتمةنتائج التوجيهي هي بداية طريق، والنجاح الحقيقي يكمن في رسم خطة واعية تضمن مستقبلاً مهنياً مستقراً. تكامل أدوار الطالب، والأسرة، والجهات المختصة، هو الطريق لبناء جيل قادر على المنافسة والابتكار في سوق العمل المحلي والعالمي.بقلم: الأستاذ عدي المهيرات
مهيرات يكتب: ما بعد نتائج التوجيهي.. من الاحتفال إلى التخطيط للمستقبل
مدار الساعة ـ