في عالمنا المتصل، تلعب وسائل الإعلام دورًا محوريًا في تشكيل الوعي العام، خاصةً عندما يتعلق الأمر بقضايا حساسة مثل تعاطي المخدرات. ولكن، هل يمكن أن تكون التوعية نفسها سببًا في انتشار الآفة بدلاً من مكافحتها؟ الإجابة تكمن في الفرق بين التوعية العلمية الشرعية والتوعية الخاطئة.
إن التوعية الإعلامية التي تفتقر إلى أساس علمي متين، والتي تكتفي بالتحذيرات المبتورة دون فهم عميق للأسباب، قد تأتي بنتائج عكسية. بدلاً من أن تكون درعًا واقيًا، قد تتحول إلى أداة تزيد الفضول وتدفع الشباب نحو التجربة.وجهة نظر منبريةفي هذا السياق، تطرّق الداعية الإسلامي علاء جابر إلى الأسباب التي تدفع الشباب لتعاطي المخدرات، مشيرًا إلى أنهم يبحثون عن السعادة وسبل تحقيقها. هذا التصريح، وإن كان يحمل جزءًا من الحقيقة، إلا أنه يظل غير كافٍ لمعالجة القضية بشكل شامل. فالسعادة ليست السبب الوحيد، بل هناك عوامل معقدة أخرى تتداخل، مثل الضغوط النفسية، والبطالة، والفراغ، وغياب الحوار الأسري.نحو توعية بناءةلمواجهة هذه الظاهرة بفعالية، لا بد من تبني استراتيجية توعية إعلامية متكاملة. يجب أن تكون هذه التوعية مبنية على دراسات علمية موثوقة، ويشارك فيها متخصصون من مختلف المجالات: أطباء، وعلماء نفس، واختصاصيون اجتماعيون، بالإضافة إلى الرموز الدينية التي تمنحها الشرعية.الهدف ليس فقط التحذير، بل تقديم حلول عملية وبدائل إيجابية للشباب، مثل توفير فرص عمل، ودعم المواهب، وتشجيع الأنشطة الرياضية والثقافية. بهذه الطريقة، تتحول التوعية الإعلامية من مجرد صرخة تحذير إلى مشروع مجتمعي يهدف إلى بناء مستقبل صحي وآمن لشبابنا.حفظ الله الاردن والهاشمين.
المجالي يكتب: التوعية الخاطئة.. كيف تصبح بوابة لانتشار المخدرات؟

نضال انور المجالي
متقاعد عسكري
متقاعد عسكري
مدار الساعة ـ