أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات دين مغاربيات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

شاحناتنا في مواجهة إرهابهم


علاء القرالة

شاحناتنا في مواجهة إرهابهم

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ

بينما يكتفي العالم بالإدانة والمواقف الرمادية، يواصل الأردن دوره الإنساني بثبات، متحديا إرهاب المستوطنين الذين يحاولون عرقلة قوافل المساعدات الأردنية المتجهة لغزة تحت إشراف الهيئة الخيرية الهاشمية والقوات المسلحة، والتي أصبحت تتعرض للاعتداءات المتكررة، فلماذا لن نتوقف رغم كل هذا؟.

الأردن وفي شهادات حية على صموده وإرادته، أرسل 178 قافلة تضم 7,834 شاحنة تحمل أكثر من 31 ألف طن من المساعدات، إلى جانب 358 عملية إسقاط جوي داخل غزة تقريبا، ووصول 53 طائرة إغاثة إلى مطار العريش، استفاد منها ما يقارب 717 ألف فلسطيني، والأهم ثلاث مستشفيات ميدانية ومبادرات لإعادة الأمل وغيرها، بينما بقي العالم متفرجا.

في كل يوم، يواجه سائقونا اعتداءات مباشرة من المستوطنين، من تعطيل الشاحنات وتمزيق الحمولة، إلى تهديد السائقين أنفسهم، وكل ذلك على مرأى قوات الاحتلال التي تختار الصمت، في محاولة لفرض إدخال المساعدات عبر وساطات تجارية إسرائيلية،بهدف تسييس المأساة وتحويلها لسوق أبعد مايكون عن الانسانية.

حاليا يقدم سائقو شاحناتنا المتجهة الى غزة نموذجا للتفاني والشجاعة في مواجهة المخاطر الكبيرة التي تحيط بهم، فهم لا يواجهون فقط صعوبات الطريق والتحديات اللوجستية، بل يتعرضون لتهديدات مباشرة من قبل المستوطنين الذين يمارسون العنف والإرهاب ضدهم ، وبالرغم من كل ذلك مازال ذباب "الإخوان" يواصل استهداف الأردن واتهامة بالتقصير والتخاذل، متجاهلين تماما حجم الجهود الجبارة التي يبذلها الأردن في دعم الأشقاء.

في هذه الأوقات الصعبة المصيرية في تاريخ الآمة يبقى الأردن مثالا حيا على القيم النبيلة التي تتجاوز حدود السياسة والمصالح الضيقة، ويثبت يوما بعد يوم أن التضامن مع الشعب الفلسطيني ليس واجبا فقط بل رسالة إنسانية سامية لا تقبل المساومة، في زمن يغيب فيه الدعم الحقيقي والموقف الواضح من المجتمع الدولي.

خلاصة القول، ما يقدمه الأردن ليس مجرد موقف عابر، بل هو تعبير عن وفاء متجذر لقضية عادلة لم ولن تغيب عن وجدان الاردنيين يوما، وبأن وقوفه إلى جانب غزة ترجمة حقيقية للإيمان بأن الصمت خيانة، وأن نصرة المظلوم واجب لا يؤجل.

وستظل شاحنات وقوافل المساعدات الأردنية تشق الطريق نحو غزة، ولن تقف عند عتبة الخوف والتهديد بل ستمضي بثبات، لأن الواجب لا يؤدى بالتمني، بل بالفعل والتنفيذ والتضحية.

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ