أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة الموقف شهادة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس جامعات مغاربيات خليجيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

الصمادي يكتب: الملك عبد الله ليس مجرد قائد.. بل رمز لرؤية تتجدد

مدار الساعة,مناسبات أردنية,الملك عبد الله الثاني
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتب أحمد عبد الرحمن الصمادي -

في زمن تعصف فيه المتغيرات، وتتشابك فيه الأهواء، يبقى الوطن هو الثابت الأول في ضمير الإنسان الحر. ليس الوطن رقعة جغرافية تُرسم على الخريطة، بل هو ذاكرة تُسكن في القلب، وملامح تُغرس في الوجدان، وراية تُرفع فوق الهموم كلما أثقلتنا الأيام. وحين يُقرن اسم الوطن باسم الملك، تُولد المعاني السامية من رحم العراقة، ويزهر الولاء في وجه التاريخ.

الولاء ليس شعارا يُرفع في المناسبات، بل هو التزام أخلاقي ينبع من إحساس بالانتماء، ومن إدراك واعٍ بأن قوة الوطن تبدأ من صدق العلاقة بين الحاكم والشعب. فحين يتوحد صوت الناس مع صوت قائدهم، تصبح الدولة أكثر من نظام ومؤسسات، تصبح حضنا دافئا للكرامة، وسندا في الشدائد، ومستقبلا لا يُبنى إلا بإرادة منتمية.

أما الانتماء، فهو ليس مجرد تصريح يُتلى على منصات الخطابة، بل هو فعلٌ يومي نعيشه في تفاصيل الحياة: في عملنا، في سلوكنا، في تربيتنا لأبنائنا، وفي دفاعنا عن الحق العام كما ندافع عن بيتنا. الانتماء الحقيقي لا يتأثر بالظروف، بل يشتد في العواصف، ويزداد وضوحا حين تختبره التحديات.

في الأردن، تعانق الولاء والانتماء في وجدان الناس منذ فجر التأسيس. فمنذ أن حمل الهاشميون رسالة العدل والحرية، توارث الأردنيون هذا الشغف بالوطن وهذه الثقة بالحكم، ليس خوفا ولا مجاملة، بل وفاء متجذر لقيادة اختارت أن تكون في صف المواطن، قبل أن تطلب منه الوقوف في صفها.

الملك عبد الله الثاني، ليس مجرد قائد، بل رمز لرؤية تتجدد، ونافذة تطل على العالم دون أن تغلق بواباتها في وجه احتياجات شعبها. رجل اختبرته الميادين قبل أن يعرفه البروتوكول، ومضى بالوطن نحو مجد لا يصنعه إلا أصحاب العزائم. حديثه قريب من القلب، ومواقفه تُترجم محبة الناس إلى شراكة حقيقية لا تهزها الرياح.

ليس الانتماء مجرد كلمة تُردد، بل وعيٌ متجدد بأننا نحن من نصنع الصورة الحقيقية للوطن، وأن الولاء ليس خضوعا، بل تفانٍ واختيار نابع من إدراك عميق لقيمة الأرض والقيادة. وحين يفهم الناس هذا التوازن، يتجذر الوطن أكثر في نفوسهم، وتتحول محبتهم إلى طاقة بناء.

هذا هو الأردن... وطن الولاء لا الرياء، والانتماء لا الادعاء. وطنٌ يحمل اسمه الهاشميون بكل شرف، ويحفظه شعب لا يعرف إلا الصبر والكرامة والعزّة.


مدار الساعة ـ
story