أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات مغاربيات خليجيات دين ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

هل نحن حقًا بحاجة لتعديل وزاري.. و'كيف' ستُدار المرحلة القادمة؟


العميد المتقاعد ممدوح سليمان العامري
مدير التوجيه المعنوي الأسبق.. مستشار ومتخصص في إدارة الاتصال الاستراتيجي

هل نحن حقًا بحاجة لتعديل وزاري.. و'كيف' ستُدار المرحلة القادمة؟

العميد المتقاعد ممدوح سليمان العامري
العميد المتقاعد ممدوح سليمان العامري
مدير التوجيه المعنوي الأسبق.. مستشار ومتخصص في إدارة الاتصال الاستراتيجي
مدار الساعة ـ

مع كل إشارة أو تلميح إلى تعديل وزاري وشيك، تتجدد التساؤلات حول جدوى هذه الخطوة. قد تُجرى التعديلات، وقد تتبدل الأسماء وتتغير الوجوه في التشكيلة الحكومية، لكن السؤال الأهم الذي يفرض نفسه اليوم بإلحاح ليس عن "من" سيأتي أو "من" سيرحل، بل عن "ماذا" سيُقدم، و"كيف" ستُدار المرحلة القادمة. هل نحن بحاجة لتعديل وزاري تقليدي، أم لتغيير جذري في طريقة التفكير والإدارة، يعكس تطلعات شعبية متزايدة نحو الإنجاز الحقيقي؟

الرهان الحقيقي لا يجب أن يكون على مجرد تبديل مقاعد أو إضافة أسماء جديدة للفريق الوزاري، بل على الأثر الملموس الذي سيتركه هذا الفريق على حياة المواطنين. فالمواطن الأردني اليوم لم يعد يقبل بالتعديلات الشكلية التي لا تُحدث فرقًا، أو الوعود المؤجلة التي لا تتحقق. ما ينتظره الناس هو فريق حكومي يملك الكفاءة العالية، والجرأة في اتخاذ القرار، والقدرة على التنفيذ الفعال، لا وزراء تفرضهم التوازنات السياسية أو الحسابات التقليدية الضيقة.

نحن بحاجة ماسة إلى وزراء يشتبكون بفاعلية مع الواقع المعقد، يقرؤون لحظة الدولة بكل تحدياتها وفرصها، لا مجرد لحظة الوزارة بحدودها البيروقراطية. وزراء لا يهابون الملفات الشائكة التي تؤرق المواطن، ولا يترددون أمام ضرورة الحسم في القضايا المصيرية. بل على العكس، يرون في كل يوم يقضونه في موقع المسؤولية فرصة أخيرة للإصلاح والتغيير الإيجابي، وفي كل منصب مسؤولية وطنية كبرى لا مجرد امتياز شخصي.

إن التحديث الشامل الذي دعا إليه جلالة الملك ليس خيارًا تجميليًا يمكن تأجيله أو التعامل معه بسطحية، بل هو ضرورة وجودية تفرضها متطلبات المرحلة وتحدياتها. والمرحلة التي نمر بها، داخليًا وإقليميًا، لا تحتمل التراخي أو الأداء الرمادي. إنها تتطلب أداءً حاسمًا، وتنفيذًا دقيقًا للخطط، واشتباكًا مباشرًا ومستمرًا مع احتياجات الناس وتطلعاتهم المشروعة.

المواطن الأردني اليوم أكثر وعيًا ونضجًا من أي وقت مضى. لا تعنيه الأسماء بقدر ما تعنيه النتائج الملموسة على أرض الواقع. لا يطلب المستحيل، بل يريد وزراء يحترمون موقعهم ويقدرون ثقة القيادة والشعب، ويجيدون توظيف هذا الموقع لخدمة الناس وتحقيق الصالح العام، لا لخدمة صورهم الشخصية أو تعزيز مناصبهم.

لذا، فإن التعديل الوزاري – إن تم – يجب أن يكون رسالة واضحة للناس، تعكس التزامًا حقيقيًا بالإصلاح والأداء، لا مجرد استجابة للمجاملات أو الضغوط. يجب أن يجيب هذا التعديل عن سؤال بسيط ومباشر، لكنه عميق في دلالاته: هل من بقي في موقعه يستحق البقاء بناءً على إنجازه وكفاءته؟ وهل من سيأتي قادر على إحداث الفارق المطلوب؟ فالرهان الحقيقي يكمن في الأداء، لا في الأسماء.

#دولة_رئيس_الوزراء_جعفر_حسان

#دولة_رئيس_مجلس_الأعيان

#سعادة_رئيس_مجلس_النواب

#تعديل_وزاري

#أداء_حكومي_فعال

#مطالب_الشعب_الأردني

#الأردن_يستحق_الأفضل

#الإصلاح_والتحديث

مدار الساعة ـ
story