تشهد الساحة الإقليمية في الآونة الأخيرة موجة متصاعدة من الحملات الإعلامية المنظمة تستهدف تشويه الدور الأردني المحوري في دعم الشعب الفلسطيني، بالتزامن مع اعتداءات استهدفت بعثات المملكة في الخارج. إليكم الوقف التحليلي اللازم لفهم حدود هذه التحديات ورد الأردن عليها بحكمة وثبات.
منذ اندلاع العدوان الأخير على غزة، تحرك الأردن بقيادته الهاشمية على المستويين الرسمي والشعبي لتقديم الدعم السياسي والإغاثي والإنساني، مؤكدًا أن الموقف ليس وليد لحظة، بل امتداد لنهج استراتيجي راسخ، يتجلى في:
• الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
• إرسال مساعدات طبية وإغاثية ووصولها عبر الجو والبري.
• تحركات دبلوماسية دولية مستمرة لوقف العدوان وفضح الجرائم.
إن الحملات الإعلامية التي تستهدف الأردن تأتي ضمن محاولات لضرب الثقة الشعبية والعربية بمواقفه الثابتة. هذه الحملات مبنية على التشويش والمغالطات، وتكشف عن عجز عن مواجهة المواقف الأردنية الصلبة التي لم تهادن مطلقاً التزام الأردن بالقضية الفلسطينية.
آخر الضربات الإعلامية والعملية تجاوزت كل الخطوط الدبلوماسية حين استُهدفت سفارات وبعثات أردنية بالخارج. في بيان رسمي؛ وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية، السفير سفيان القضاه، هذه الأفعال بأنها:
• “انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الإنساني” و”جريمة واضحة في حق الأعراف الدبلوماسية”.
• وأردف بأن الأردن “يرفض ويُدين استهداف الدبلوماسيين”، مطالبًا بتفعيل آليات المساءلة الدولية وفق اتفاقية فيينا 1961.
كما أدانت لجنة تابعة للبرلمان – في بيان صدر في 3 أغسطس 2025 – الأعمال التخريبية بحق البعثات الأردنية، معتبرة أنها تهدف إلى “تقويض مواقف الأردن المشرفة” وطلبت محاسبة الجناة وفق القانون الدولي".
• رفض أي تهجير للفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية، مؤكدًا أن هذه “حدود حمراء لا يمكن تجاوزها”.
• دعا إلى إعمار غزة دون تهجير شعبها، باعتبار الأولوية لحريتهم وحقوقهم.
• خلال خطاب أمام البرلمان الأوروبي، وصف ما يحدث في غزة بأنه “نسخة مخزية من إنسانيتنا تطال أعيننا الآن” محذرًا من تحول الفظائع إلى أمور طبيعية في عالم فقد بوصلة أخلاقه.
رغم الضغوط والتشويه، يقف الأردنيون، قيادةً وشعبًا، صفًا واحدًا خلف موقف المملكة الراسخ. هذا الحشد الوطني يعكس إدراكًا صلبًا بأنّ الأردن لن يتنازل عن رسالته الإنسانية والقانونية، وأن مواقفَه وتضحياته تُسجل في ذاكرة الأمة بفخر ومصداقية.
الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الوفي، لا ساحة للمزايدات، بل عنوان للنخوة والكرامة. لن تنال المحاولات البائسة للنيل من دوره، فالمملكة ستظل ثابتة في وجه التشويه والاعتداء، متمسكة بثوابتها الوطنية والتاريخية حتى يتحقق العدل وتُرفع المعاناة عن أشقائنا في فلسطين.
نسأل الله العلي القدير أن يحفظ جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، رمز الحكمة والاعتدال، وأن يمدّه بموفور الصحة والعافية، ويعنه على حمل الأمانة، ويبارك جهوده التي يسعى بها لنصرة الحق الفلسطيني، وأن يديم على الأردن نعمة الأمن والاستقرار، ليبقى حصنًا للعدل وأملًا لفلسطين وأمتنا.