القرالة يكتب: لا للواسطة.. نعم للعدالة والكفاءة

حين تعلن مؤسسة ما عن شواغر وظيفية... ويطلب من المتقدمين اجتياز امتحان تنافسي ومقابلة شخصية... فإن المنطق والعدل يفرضان ان تكون الفرص متكافئة... وان يمنع تدخل الواسطة مهما كان منصب صاحبها او نفوذه.

من يقبل على نفسه ان يتوسط لأحد في منافسة وظيفية... فهو يقر ضمنا ان الواسطة اقوى من الكفاءة واهم من الشهادات والخبرات ... بل الاخطر من ذلك... انه يعيد انتاج نفس الظلم الذي ربما وصل من خلاله هو الى منصبه.

فلنسم الأمور بأسمائها... الواسطة في التوظيف ليست مساعدة.. انها سرقة! سرقة لفرصة انسان تعب واجتهد ودرس واستعد بشرف للمنافسة.

من يتوسط لأحد على حساب الآخرين يشبه تماما من سرق وظيفة لا يستحقها.. او جلس على كرسي كان من حق من هو اقدر واكفأ منه.

وما بني على باطل... فكل ما بعده باطل!

اخلاقيا وادبيا نرفض ان تهان الكفاءات... نرفض ان يكافأ الفشل فقط لانه مدعوم... نرفض ان تصبح العدالة خيارا ثانويا.

فوظائف الدولة ليست ميراثا ولا مغانم... بل مسؤوليات وطنية يجب أن تسند لاهلها. فالوظيفة حق وليست هبة او منة، والواسطة فساد صامت وصاحبها فاسد متمرد... وهذا قولا واحدا غير قابل للتفاوض!