في ظل التحولات الاقتصادية الكبيرة التي يشهدها العالم العربي، برزت مصر كنموذج ناجح في استثمار قطاع العقارات السياحية لبناء مدن حديثة مثل العلمين الجديدة والعاصمة الإدارية. هذه المشاريع لم تقتصر على تحسين البنية التحتية فحسب، بل ساهمت بشكل كبير في دعم اقتصاد البلاد وخلق آلاف فرص العمل.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا لا نستفيد نحن في الأردن من هذه التجربة؟ فالمملكة تمتلك مقومات سياحية فريدة، مثل البحر الميت، البتراء، ووادي رم، لكن استغلالها لم يصل بعد إلى القدرات الحقيقية التي يمكن أن تساهم في تنمية الاقتصاد الوطني.
إن إنشاء مدن سياحية متكاملة يمكن أن يكون خطوة مهمة نحو تنمية اقتصادية مستدامة، تخلق فرص عمل كثيرة، وتوفر بيئة جذابة للاستثمار، وتخفف الضغط على المدن الكبرى. لتحقيق ذلك، يحتاج الأردن إلى رؤية واضحة من الحكومة، وشراكة فعالة مع القطاع الخاص، وتشريعات مرنة تشجع على الاستثمار، بالإضافة إلى استراتيجيات تسويق عالمية تروج لمكانة الأردن السياحية والثقافية.
الفرصة أمامنا الآن كبيرة، فاستلهام التجربة المصرية لا يعني تقليدها، بل هو استثمار ذكي في مستقبل بلدنا. فبناء مدن سياحية متكاملة يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للتنمية، ويجعل من الأردن وجهة سياحية رائدة على المستوى الإقليمي والعالمي.

الرشق تكتب: مدن سياحية.. مفتاح النمو الأردني
مدار الساعة ـ