في الثاني من حزيران عام 1971، لم تكن البلاد تفتح صفحة جديدة في سجل الصحافة الأردنية فحسب، بل كانت تطلق صوتًا رسميًا عاقلًا، يتكئ على الدولة، ويخاطب الشعب. في هذا التاريخ، وُلدت “الرأي” لتكون أكثر من صحيفة… كانت مؤسسة وطنية حملت همّ الأردن في أحلك المراحل، ووقفت شامخة في زمنٍ لم يكن فيه منابر كثيرة ولا منصات مفتوحة.
“الرأي” لم تكن مجرد مطبوعة ورقية تُقرأ مع فنجان القهوة، بل كانت موقفًا… وكانت وطنًا يُكتب بالحبر على ورق، وتُقرأ سطوره في الديوان، والشارع، والبرلمان، وفي عيون الأردنيين.
في ذكرى تأسيسها، لا بد من التوقف طويلًا أمام هذه المدرسة الصحفية التي خرّجت أسماء ما تزال تضيء المشهد الإعلامي، وتعيد تعريف الانتماء للخبر والصدق في المعلومة. جريدة “الرأي” كانت دائمًا صوت الدولة حين تصمت، ولسان الشعب حين يُساء فهمه. لم تخف من قول الحقيقة، ولم تُساوم على الوطن.
تعلّمنا منها أن الكلمة موقف، وأن الصحافة ليست فقط مهنة، بل عهد وشرف وضمير. تعلمنا من “الرأي” أن الأردن ليس مجرد مساحة على الخريطة، بل فكرة تُكتب، وتُحرر، وتُصاغ بالحب والولاء.
اليوم، ونحن نحتفل بذكرى تأسيسها، لا نحتفل بجريدة فقط، بل نحتفل بتاريخٍ من الصدق، وذاكرة من الوفاء، ومؤسسةٍ لا تزال رغم كل التحديات، تحمل همّ الدولة، وتكتب باسم الوطن، وتقاتل من أجل أن يبقى الخبر أردنيًا… نقيًا… شامخًا.
كل عام و”الرأي” بخير… كل عام وصوت الوطن صامدًا في وجه الضجيج