مدار الساعة كتب:يوسف الجغبير -الأول من حزيران... استيقظ الأردنُّ على موعدٍ مع الفرح، يومٌ لا يشبه سِواه، الشمس نفسها بدت وكأنها تؤدي دورًا بروتوكوليًّا، تنثر نورها على وجوه الأردنيين فرحًا وسرورًا، وتُعلن أن هذا اليوم ليس ككلِّ يوم.
الجغبير يكتب: 'فرحة وليِّ عهدِنا.. فرحة الأردنيين'

مدار الساعة ـ
كيف لا، وهو يومٌ احتضن زفاف سموّ وليّ العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، حفظه الله ورعاه، والأميرة رجوة الحسين.
وكأن الوطنُ عريسًا آخر..
يتزيّن من شماله إلى جنوبه..
ترفرف فيه الأعلام لا بقرارات رسمية..
بل بقلوبٍ عامرة..
وبحبٍّ لا يُملى..
بل يولد مع كل أردني وأردنية.
في عمّان، تقاطرت التهاني كما المطر..
وتهادت زغاريد النساء على الأرصفة..
وخفقت القلوب بهجةً..
كما لو أن كل بيت كان جزءًا من هذا الزفاف.
في قصر زهران العامر، عُقد القِران كما تُعقد الحكايات الأصيلة، حيث لا تكلّف ولا بهرجة، بل دفء عائلة ومهابة وطن.
وفي قصر الحسينية العامر، وقف الأمير الشاب، بهيبته الهادئة، ومن حوله الوطن كلّه...
وكانت الأميرة رجوة، بخجلها الهادئ، تجسيدًا لجمالٍ لا يُقاس بالزينة، بل بالثقة والبساطة، وبنقاء الحضور.
وميّز هذا اليوم أكثر وأكثر، أنه لم يكن حكرًا على الأسرة الهاشمية، بل كان "فرحًا عامًا"، دخل بيوت أبناء الوطن بكل تفاصيله.
في كلمات جلالة الملك عبدالله الثاني، حفظه الله ورعاه، كان الدفء أبوِيًّا لا رسميًّا، إذ قال عن الحسين:
"هو سندي وامتداد لحلمي في هذا الوطن".
وفي كلمات وليّ عهدنا الأمين، حفظه الله ورعاه، قال عن رجوة:
"وجدتُ فيها الرفيقة التي أستطيع أن أضع يدي في يدها، وأمشي بها إلى الأردن القادم المُشرق".
ها هو جيلٌ جديد من الهاشميين يكتب سطورهُ بلغة قريبة من الوطن، تمضي في ظلالها الهُوية الأردنية بثوبٍ عصري، وجذورٍ ثابتةّ راسخة.
وحتى هذا اليوم، لا يزال الأول من حزيران تاريخًا يتردّد صداه في وجدان الأردنيين، ليس لأنه مجرد زفاف، بل لأنه لحظة اجتمعت فيها القيادة والشعب...في صورة واحدة، صورة الأردن عندما يكون في أجمل حالاته:
"متحدًا، فرحًا، شامخًا".
كل عام وسموّ وليّ عهدنا، والأميرة رجوة، بألف ألف خير...
وكل عام والأردن يكتب أفراحه بنفسه، تحت ظلّ الراية الهاشمية الخفّاقة.