مدار الساعة - كشف الزميل الصحفي في واشنطن اياد الجغبير آخر مستجدات مؤتمر حل الدولتين.
وأشار الجغبير في منشور على صفحته إلى زيارة الصفدي واخر مستجدات اللقاء الذي ضم عددا من وزراء الخارجية العرب مع نظيرهم الفرنسي وفيما يلي نص المقال:
مع استمرار التحضيرات للقمة الفرنسية السعودية بخصوص ملف حل الدولتين تتزايد المخاوف العربية من احتمالية انحراف الموقف الفرنسي من زاوية دعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلى نقطة الاعتراف المتبادل.
ورغم أن عددا من الدول الاوروبية اعلنت رسميا نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلا أن موقف فرنسا في الغرف المغلقة بات يشوبه بعض الضبابية بعدما طرحت مؤخرا خيار Mutual Recognition ويعني الاعتراف المتبادل كمقدمة للإعتراف بالدولة الفلسطينية.
في السابق كانت فرنسا ترى الاعتراف بفلسطين واجبا أخلاقيا وسياسيا خاصة بعد المجازر التي تعرضت لها غزة والاعتداءات المتكررة في الضفة الغربية أما اليوم فإن ربط هذا الاعتراف بشرط أن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل فإنه يُدخلنا في نفق الاعتراف المشروط.
وظاهريا يبدو الطرح متوازنا في ميزان الدبلوماسية لكن جوهريا هو طرح لتقويض الحقوق الأساسية للفلسطينيين بدلًا من تعزيزها.
وفي السياق الفلسطيني فإن هذا التحول يفرغ الاعتراف من مضمونه السياسي كأداة ضغط على اسرائيل ويُضعف الموقف الأخلاقي الأوروبي رغم وجود دول اوروربية اخرى مصممة على الاعتراف لكن اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطنينة لن يقف عندها فالعديد من الدول الأوروبية من المتوقع ان تتبع قرارها لثقلها السياسي سواء على مستوى الاتحاد الاوروبي او العالمي.
لذلك فان أي انزلاق في ملف الاعتراف من قبل باريس او لندن قد يؤدي إلى سحب مواقف دول أوروبية أخرى خلفهما.
أما بريطانيا فما زالت تُظهر تصميما أكبر على الاعتراف بدولة فلسطين إلا أن ثمة تلميحات تشير الى عدم الاطمئنان بنسبة كبيرة والتوازي في بعض نقاط الطرح مع الفرنسيين حتى وإن بقي داخل الغرف الدبلوماسية إلا أنه يُظهر إشارة اوروبية مقلقة نحو إفراغ الاعتراف من بعده السيادي والحقوقي ولن يعجز الأردن عن قراءتها حتى وان لم تطرح علناً.
الاردن والذي من المتوقع أن يكثف جولاته الدبلوماسية الفترة المقبلة في اوروبا لا ينظر الى القضية الفلسطينية نزاعًا بين طرفين متساويين بل يرى بانها قضية شعب تحت الاحتلال وان الاعتراف بدولة فلسطين يجب ألا يُستخدم كورقة مساومة لفرض تنازلات بل هو خطوة ضرورية نحو تصحيح الظلم التاريخي.
بالنهاية فرنسا اليوم أمام امتحان "أخلاقي سياسي" جديد وقرارها بالاعتراف المباشر لا يعتبر مناورة سياسية بل مؤشر على مدى حرصها على تحقيق حل الدولتين فضلا عن تاثير قرارها على مستوى حضور القادة من عدمه في مؤتمر نيويورك
الدول الأوروبية المؤيدة بشكل كامل للاعتراف سوف تستمر في إعلانها ومن المتوقع ان تدعو فرنسا إلى الثبات على موقفها وسوف يبذل إلاردن وغيره المزيد من الجهود الأسابيع المقبلة لذلك لكن قرار إلاعتراف الفرنسي يبقى في يد ماكرون.