أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مستثمرون جامعات مغاربيات خليجيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

الخالدي يكتب: ‏الذباب الإلكتروني وهجماته على الأردن


د. صهيب الخالدي

الخالدي يكتب: ‏الذباب الإلكتروني وهجماته على الأردن

مدار الساعة ـ

في عصر التواصل الرقمي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ساحة معركة للأفكار والآراء، حيث تُستخدم لنشر الوعي أو، في بعض الأحيان، لخدمة أجندات تهدف إلى زعزعة الاستقرار.

من بين الظواهر الرقمية السلبية التي برزت في السنوات الأخيرة مصطلح "الذباب الإلكتروني"، وهو يُطلق على حسابات وهمية أو مُدارة بشكل منظم لنشر الإشاعات، تشويه الحقائق، ومهاجمة شخصيات أو دول.
في هذا السياق، شهد الأردن، وجلالة الملك عبدالله الثاني، هجمات متكررة من هذا الذباب الإلكتروني، مما يستدعي تسليط الضوء على هذه الظاهرة وأهدافها.
ما هو الذباب الإلكتروني؟
الذباب الإلكتروني هو مصطلح يُستخدم لوصف شبكات من الحسابات المزيفة أو المُدارة بشكل احترافي على منصات التواصل الاجتماعي، مثل "إكس" وفيسبوك، تهدف إلى التأثير على الرأي العام من خلال نشر معلومات مضللة أو مهاجمة أفراد ومؤسسات. غالبًا ما تكون هذه الحسابات مدعومة من جهات لها أجندات سياسية أو اقتصادية، وتستخدم تقنيات متقدمة مثل الروبوتات أو فرق مدفوعة الأجر لتضخيم تأثيرها. في المنطقة العربية، أصبح الذباب الإلكتروني أداة لتصفية الحسابات أو إثارة الفتن بين الدول والشعوب.
الأردن، كدولة تتمتع باستقرار نسبي في منطقة مضطربة، واجه تحديات عديدة على الصعيد الإلكتروني، حيث استُهدف بصورة متكررة بحملات تشويه منسقة. هذه الحملات لم تقتصر على قضايا سياسية أو اقتصادية داخلية، بل طالت جلالة الملك شخصيًا، كونه رمزًا للوحدة الوطنية وسياسيًا بارزًا على الساحة الإقليمية والدولية. على سبيل المثال، بعد الـ ٧ من اكتوبر ٢٠٢٣ ومع بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، نشطت آلاف الحسابات التي تخص بخطابها مهاجمة الأردن وتصدير الإشاعات التي من شأنها خلق حالة من التشكيك في مواقف الأردن من القضية الفلسطينية والجهود المبذولة بانهاء الحرب على قطاع غزة، وركزت على إستهداف الأردن وجلالة الملك، وذلك في سياق توترات إقليمية.
لذلك يجب على المواطن الأردني ان يلعب دورًا حاسمًا في مواجهة هذه الظاهرة. من خلال التثقيف الرقمي، يمكن للأفراد تمييز الحسابات المزيفة والامتناع عن التفاعل معها. كما أن التضامن الوطني والإلتفاف حول القيادة والثبات بخندق الوطن والتمسك بروايته الرسمية يُضعف من تأثير الحملات التي تحاول زرع الفرقة.
الذباب الإلكتروني ليس مجرد ظاهرة رقمية عابرة، بل أداة خطيرة تُستخدم لزعزعة استقرار الدول وتشويه صورة قادتها. في حالة الأردن، تُظهر الهجمات على الملك عبد الله الثاني محاولات مستمرة لتقويض دوره كقائد إقليمي ودولي يدافع عن قضايا العدالة والاستقرار. ومع ذلك، فإن وعي الشعب الأردني، إلى جانب السياسات الحكيمة للدولة، يُشكلان درعًا قويًا ضد هذه الهجمات. في النهاية، تبقى الوحدة الوطنية والشفافية السلاح الأقوى لمواجهة فتنة الذباب الإلكتروني، مع ضرورة مواصلة الجهود لتعزيز الأمن الرقمي والوعي المجتمعي.

مدار الساعة ـ