النجار تكتب: لورنس المنسي يحلق شعره حبا لآية.. والقلوب تدعو لها بالشفاء

مدار الساعة - كتبت: عبير النجار - في زَمَنٍ ازدادتْ فيهِ ضَوضاءُ المَظاهِر، وقَلَّ فيهِ صِدقُ الجَوهَر، خَرَجَ لورنس المَنسي، ذاكَ الشّابُّ الأردنيُّ المَحبوب، وصانِعُ المُحتوى الهادف، ليمنحَنا دَرسًا نادرًا في الوَفاء، ويُجسِّدَ الحُبَّ لا بالكَلام، بلْ بالفعل.

في الآونةِ الأخيرة، لَمَسنا تَغيّرًا جَميلًا في مَحتواه... اقتَرَبَ من اللهِ أكثَر، وأخذَ يُلامِسُ قُلوبَنا بكَلماتٍ رُوحيّة، ويَبُثُّ فينا نورَ الطُّمأنينة، ويُذَكِّرُنا دومًا بأنَّ الحياةَ لا تَكتَمِلُ إلّا بالنيّةِ الطَّيّبةِ والإحسان.

لكنّ اليوم... صَمَتَ لورنس، وتَكلَّمَ فِعلُه.

حَلَقَ شَعرَهُ كاملًا.

مَشهدٌ بسيط، لكنّه زَلزَلَ المشاعر.

تَساءَلَ كثيرون: لِماذا؟ ما الذي يَحدُث؟

حتى ظَهَرَت الحقيقةُ التي جَعَلَت القُلوبَ تَدمَعُ دونَ صوت...

زوجتُه، رفيقةُ دربِه، "آية"... تُصارِعُ السّرطان.

بَدَأَتْ رحلةَ العلاجِ الكيماوي، وها هو يُمسِكُ بيدِها لا بالكَلِماتِ فقط، بلْ بالمُشارَكةِ العَميقة، بالتّشابُهِ الذي يُرَبِّتُ على قلبِها دونَ أنْ ينطِق، بحلاقةِ رأسِه ليقولَ لها:

"أنا مَعَكِ... أنا أُشبهُكِ... لَنْ تكوني وَحدَكِ أبدًا."

و"آية"، ما أروَعَ اسمَها، وما أصدَقَ معناها...

آيةٌ في الصّبر، آيةٌ في الطُّهر، آيةٌ في الحكايةِ التي نَرجو أنْ تَنتهي بآيةِ شِفاءٍ من ربٍّ كريمٍ لا يُعجِزُهُ شيء.

فلنَرفَعْ أكُفَّ الدُّعاءِ مِن أعماقِ قلوبِنا:

اللَّهُم اشفِ "آية" شفاءً لا يُغادِرُ سَقمًا،

وألبِسْها ثوبَ العافية،

وكُنْ سَندًا لقَلبِها وقلبِ زَوجِها،

واجعَلْ هذهِ الغَمامَةَ تَمضي خفيفةً كنسمةِ الفَجر،

وتَنقلبَ قوّةً، وحياةً، وأملًا جَديدًا يُزهِرُ في رُوحَيهِما.

يا رب... لا نَملِكُ لها إلّا الدُّعاء، فأرِنا في حالِها مُعجِزَةً مِن لَدُنك.

ونَدعو، من أعماقِ قلوبِنا، لِكُلِّ مَن يَمرُّ اليومَ بمرحلةِ "آية"...

لكلِّ أُمٍّ، وأُختٍ، وزَوجةٍ، وابنةٍ، ولكلِّ رَجُلٍ أو امرأةٍ يُخوضُ مَعركتَه في صَمتٍ وألَم،