مدار الساعة - كتبت: زين صبحي الحر - في أول أيام أيار تشرق الشمس على الأردن حانية كأنها تعرف أن اليوم ليس كباقي الأيام.
اليوم، تصافح الشمس جباها سمراء لفحها التعب وغمرت ملامحها كرامة العطاء.
اليوم عيد العمال، أولئك الذين لا تكتب أسماؤهم في العناوين العريضة، لكنهم يشيدون العناوين ذاتها.
من عمان حتى العقبة ومن إربد إلى الكرك، تعلو ضحكة العامل الأردني فوق ضجيج الآلات كأنها تقول: “نحن نزرع الحياة في قلب الصخر، وننسج غد الوطن بخيوط الإرادة”.
هم البناؤون، الفلاحون، المعلمات، السائقون، الممرضون، وعمال المصانع ، هم قلوب الأردن النابضة التي لا تتوقف.
العامل في بلدي لا يحمل فقط أدواته بل يحمل حلمه، وكرامته وحبه لوطنه.
قد يغيب اسمه عن قوائم التكريم لكن لا يغيب أثره عن أي حجر في هذا الوطن.
هو الذي يتقن فن الصبر ويعطي دون منّة، ويحلم رغم شح الإمكانيات.
في عيدهم، لا نحتفل بهم فقط، بل نعتذر لهم أيضاً لأنهم يستحقون أكثر من يوم في السنة وأكثر من وردة في خطاب.
يستحقون قوانين تحميهم وأجورا تليق بعرقهم وفرصاً توازي طموحاتهم.
يا عمال الأردن أنتم الوطن حين يتجسد في إنسان.
أنتم الكرامة التي تسير بيننا.
أنتم الملح الذي يعطي للأرض نكهتها وللحياة معناها.
كل عام وأنتم بخير…
كل عام وعرقكم طاهر، وأيديكم عامرة، وقلوبكم راضية.