في الأمس، حضرنا محاضرةً وجلسة حوارية مميزة نظمها منتدى الحموري تحدث خلالها دولة رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة ابو عصام في لقاء استثنائي تناول فيه “السردية الأردنية” بمنهجية علمية عميقة ورؤية وطنية صادقة قدم دولة “أبو عصام” محاضرةً تدرس وتُحترم، أوصل عبرها مجموعة من الرسائل الجوهرية حول معاني المواطنة والهوية الوطنية، وعن دور الأردن التاريخي والمستقبلي في محيطه الإقليمي
في تقديمه وصف عريف الحفل المميز دائما معالي الدكتور محمد أبو رمان دولة الروابدة بالزعيم، غير أن الروابدة بتواضعه المعروف رفض هذا الوصف قائلاً: “أنا سياسي أرفض التقاعد”، في إشارة صادقة إلى استمراريته في أداء دوره الوطني والفكري حتى خارج المواقع الرسمية.
وفي هذا السياق، لا بد من توجيه رسالة شكر لدولة عبد الرؤوف الروابدة، ليس فقط على حديثه الشفاف العميق بل أيضًا على جرأته بالخروج للناس في هذا الوقت العصيب مع كثافة الأحداث التي تحيط بنا يوميًا.
فنحن، الشباب الأردني، بأمسّ الحاجة اليوم إلى مثل هذه اللقاءات؛ بحاجة إلى قادة وزعماء وخبراء نسمع منهم عن تاريخنا نفهم حاضرنا عبر تجاربهم، ونستشرف مستقبلنا بنصائحهم وخبراتهم.
إنها دعوة مفتوحة لجميع من تقلدوا المناصب في مملكتنا العزيزة: أن يخرجوا إلينا، أن يتحاوروا معنا بصدق وجرأة ومسؤولية فالوطن بحاجة إلى حوار واعٍ متزن وناضج.
نحتاج إلى جلسات حقيقية لا يغلفها الرسميات ولا تحكمها المجاملات، نحتاج إلى أن تفتح أبواب المكاتب والمنازل أمام الشباب كي ننهل من خبرات رجال الدولة الذين صنعوا وأداروا محطات مفصلية من تاريخ وطننا.
فلماذا لا تكون هناك مبادرات دورية تجمع رؤساء الوزراء السابقين الوزراء، النواب الشخصيات الوطنية ذات الخبرة، مع الشباب الأردني المتعطش للمعرفة
الحوار الصادق بين الأجيال ليس ترفًا، بل هو اليوم ضرورة وطنية لإنقاذ ما تبقى من المسافة بين المواطن والمسؤول، ولصناعة وعي جماعي قوي قادر على مواجهة تحديات الداخل ومخاطر الإقليم.
كل الشكر والتقدير لدولة عبد الرؤوف الروابدة على حضوره وعلى رسالته التي يجب أن تتحول إلى نهج دائم في حياتنا السياسية
بان المسؤول عند الخروج من موقع المسؤولية يبقى مسؤول ويبقى علية واجب وطني بمحاورة الشباب وكافة ابناء المجتمع
ومصارحتهم والحديث معهم