مدار الساعة - كتب: الدكتور عبد الاله النجداوي - نعلن، بكل وضوح وحزم، وبعزم لا يلين وإيمان راسخ التفافنا الكامل حول دولتنا الأردنية ومؤسساتها الدستورية، وبكل فخر واعتزاز وقوفنا المتين خلف القيادة الهاشمية المظفّرة الدرع الحامي والعقل الراجح والركن الذي تُصان به هيبة الدولة ووحدة الصف لتبقى راية الأردن خفاقة.
هيبة الدولة الأردنية ليست محل نقاش، بل حقيقة راسخة، تتجلى في مؤسساتها التي تستمد شرعيتها من نبض الشعب، وها هو الأردن، كما عهدناه على الدوام، ينهض شامخًا، صلبًا كالصخر، راسخًا في جذوره، مؤمنًا بدولته ومؤسساته، لا تهزه رياح الفتن، ولا تزعزعه الأصوات النشاز، دولة القانون والمؤسسات التي تضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، وتحرس أمنها بعيون لا تغفل ولا تتهاون، في مواجهة كل من تسوّل له نفسه العبث بنسيجها الاجتماعي أو المساس باستقرارها.
إن قرار حظر وحل جماعة الإخوان المسلمين لم يكن مجرد إجراء إداري، بل كان موقفًا سياديًا صارمًا، يُجسد وعي الدولة الأردنية ومؤسساتها الدستورية بمسؤولياتها الوطنية، وإدراكها العميق لحجم التحديات التي تهدد أمن الوطن واستقراره، قرارٌ نابع من إرادة راسخة لا تقبل أن يكون الأردن رهينة لتنظيمات خرجت عن الصف الوطني، وتجاوزت حدود العمل المشروع.
لقد جاء هذا القرار ليؤكد أن الأردن دولة تحمي سيادتها وترفض أن تكون ساحة مفتوحة للمساومات أو منصة للأجندات العابرة، إنه رسالة واضحة بأن الأمن الوطني والسيادة الأردنية لا تُمس، وأن كل من يخرج عن هذا الإطار سيواجه حزم الدولة، وصلابة المؤسسات، وتنفيذًا لإرادة شعب لا يقبل بأن يُزج بوطنه في متاهات الصراعات أو أن يُختطف قراره الوطني من قبل أي تنظيم أو جهة، إنه قرار بحجم الوطن، يُعبّر عن اليقظة السياسية، والحزم الأمني، والسيادة الكاملة التي لا تقبل المساومة.
نحن أبناء هذا الوطن الأبي، أبناء الأردن من كافة الاصول والمنابت نقف بكل اعتزاز وشموخ خلف قرار الدولة الأردنية بحل جماعة الإخوان المسلمين، ونُجدد موقفنا الوطني الثابت ونرفض رفض قاطع لكل من تسوّل له نفسه استغلال هذا الوطن لخدمة مصالح ضيقة أو أجندات خارجية، لا تمت إلى ثوابتنا الوطنية بأي صلة، ونُدين، بأشد العبارات، كل سلوك أو تنظيم خرج عن الصف الوطني، وانحرف عن مسار البناء والانتماء، واتخذ من الفتنة والتحريض منهجًا.
ونؤكد بكل وضوح أن الأردن ليس ساحة عبور للمغامرين، ولا حاضنة لأصحاب الولاءات المتقلبة، وأن أمنه واستقراره خط أحمر لا يُسمح بالاقتراب منه أو المساس به تحت أي ذريعة، من انحرف عن الطريق الوطني، وأسهم في تقويض وحدة الصف، لا مكان له بين أبناء الوطن المخلصين، ولا حصانة له من محاسبة أو مساءلة.
ليُدرك الجميع، وبلا مواربة، أن الأردن حدٌّ لا يُسمح بتجاوزه، وقدسية لا تُنتهك، ومَن تسوّل له نفسه المساس بأمنه، أو بمؤسساته، أو التشكيك، فقد اختار المواجهة مع شعب بأكمله، نحن أبناء هذا الوطن، نقف كسد منيع خلف قيادتنا وجيشنا وأجهزتنا الأمنية، لا نتراجع، ولا نساوم، ولا نغفر لمن يتجرأ على وطننا. ومن ظن أن بإمكانه زعزعة هذا الصرح الراسخ، فليعلم أن الأردنيين جميعًا له بالمرصاد.