مدار الساعة - كتب: المهندس زياد ابو عرابي العدوان - في قلب هذا الشرق المليء بالتحديات، يبقى الأردن شامخاً بثوابته، عزيزاً بأبنائه، متماسكاً بقيادته الهاشمية التي لم تكن يوماً إلا صمام أمان وحكمة في وجه العواصف. الأردن ليس مجرد حدودٍ جغرافية، بل هو وطنٌ بناه الشرفاء بتضحياتهم، وسقوه بالدم والعرق ليبقى آمناً مستقراً.
كلنا، كأردنيين، نقف صفاً واحداً خلف الدولة والقيادة، نؤمن أن لا سلاح إلا سلاح الدولة، ولا شرعية إلا شرعيتها، ولا قرار إلا ما يصدر عنها. ومن يحاول القفز على هذه الحقيقة أو تجاوزها، لا مكان له بيننا. من يدّعي الوصاية على الأردنيين، أو ينصّب نفسه مرشداً وفقيهاً عن غيره، إنما يعبث بأمن الوطن ويهدد وحدته، وهذا أمرٌ لن نسمح به، لا اليوم ولا في أي وقت.
ونؤكد بكل وضوح أن التفافنا حول القيادة الهاشمية ليس موقفاً طارئاً ولا لحظة عابرة، بل هو امتداد لإرث تاريخي من الولاء والثقة المتبادلة بين القيادة والشعب. فهذه القيادة، التي سارت بالأردن وسط الأزمات بحكمة وثبات، تستحق أن نكون جميعاً جنوداً خلفها، أوفياء لها، مؤمنين برؤيتها، ساعين لحماية مكتسبات هذا الوطن تحت رايتها.
نقولها بصوت عالٍ: لسنا بحاجة لمن يزاود علينا في القضايا المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. فالأردن، بقيادته وشعبه، كان ولا يزال من أكبر الداعمين لها، سياسيًا، إنسانيًا، وأخلاقيًا، وعلى كل المنابر الدولية. ومن أراد أن يقيس الشرف بالمواقف الانفعالية أو بالشعارات الجوفاء، فليعد إلى سجل التاريخ، حيث سطّر الأردنيون مواقف مشرفة لا تقبل التشكيك.
وفي هذا الوطن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، عيونٌ لا تنام، وأرواح مستعدة لبذل الغالي والنفيس من أجل أمن الأردن واستقراره. فليعلم الجميع أن ما بعد 15 نيسان ليس كما قبله، وأن العبث بالأمن الوطني خطٌ أحمر، لن يُسمح بتجاوزه.
الالتحاق بركب الوطن هو الخيار الوحيد، فمن اختار طريق التشكيك والتخوين فليُراجع نفسه قبل أن يفوته قطار اللحظة الوطنية. فالأردن بيت الجميع، لكنه لا يحتمل الغدر ولا يقبل القفز فوق شرعيته، وقيادته الهاشمية كانت وستبقى العنوان الأسمى لوحدة الصف واستقرار البلاد.