العملية الإرهابية الأخيرة لم تكن مجرد محاولة حقيرة لزرع الرعب، بل كانت اختباراً لصلابة هذا البلد، فجاء الرد قاطعاً. دائرة المخابرات العامة، فرسان الحق، لم يكتفوا بإفشال المخطط، بل مزقوه قبل أن يرى النور. لم يتركوا مجالاً للقلق، ولا فرصة للخطر كي يتنفس، لأنهم اعتادوا أن يكونوا في المقدمة، يحمون الأردن بصمت العارفين، وبشراسة من لا يساوم.

لكن الأسوأ من المؤامرة، هو أولئك الذين يحاولون تبريرها. أولئك الذين يصنعون الأكاذيب كما يصنع الجبناء حججهم. يختلقون روايات فارغة، يزيّنون الفعل الدنيء بشعارات مهترئة، وكأن الدم إن سُفك لأجل هدف مشوّه يصبح مبرراً. نقولها بصوت لا يرتجف: سئمنا أكاذيبكم، مللنا مسرحياتكم، وعرفنا وجوهكم حتى وإن تنكرتم. لن تمروا.

هذا الأردن. لا يتهاوى، لا يضعف، ولا ينكسر. لا نبرر دفاعنا عنه، لأننا لا نخجل منه، بل نفتخر به. هذا حقنا، وهذا واجبنا، وهذا شرف لا نحتاج لمن يمنّ علينا به. إن كنتم تظنون أن الصمت ضعف، فأنتم لم تقرؤوا تاريخنا جيداً. وإن ظننتم أن تمويه الفعل يخفي الخيانة، فأنتم لا تعرفون معدن هذا الشعب.

القيادة الهاشمية، بوعيها، بثباتها، بحزمها، هي التي أرست قواعد هذا الوطن، وهي التي قالتها مراراً: لا أمن على حساب الكرامة، ولا تسامح مع من يهدد هذا البيت الكبير. الأردن ليس ورقة على طاولة أحد، ولن يكون. ومن يجرؤ على المساس به، فليكن مستعداً للثمن، لأن الرد سيكون حيث لا يتوقع، وبقوة لا يتحملها.

نحن لا نبحث عن تصفيق، ولا نحتاج لشهادات. وجودنا هنا بحد ذاته رسالة. من يقترب… سيُواجَه. ومن يتطاول… سيُردع. ومن يختلق الذرائع… لن يجد من يصدقه.

في الأردن لا تُباع الأرض، ولا تُشترى السيادة، ولا تُساوم الكرامة. ومن يراهن على غير ذلك، فليعد حساباته… أو ليتجهز للسقوط .