مدار الساعة - كتب: - راكان الخلايلة - في موقف بطولي يسجّله التاريخ، ألقى النائب علي الخلايلة، ممثل البرلمان العربي، كلمة قوية وحازمة خلال اجتماعات اللجنة الدائمة للسلم والأمن الدوليين التابعة للاتحاد البرلماني الدولي، والتي عُقدت في العاصمة الأوزبكية طشقند، عبّر فيها عن رفضه الصريح لبعض بنود البيان الختامي، مؤكداً أنها لا ترتقي لمستوى الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وأظهر الخلايلة شجاعة نادرة في مداخلته، حين انتقد علنًا محاولات تمييع الحقيقة من خلال استخدام مصطلحات مثل "النزاع" و"العبء على النساء والأطفال"، مؤكدًا أن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية هو حرب إبادة جماعية ممنهجة، تُنفذ ضد المدنيين، في ظل صمت دولي غير مبرر.
ولم يتردد النائب في المطالبة بتعديل البيان ليشمل بنودًا واضحة تُدين محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتُجرّم المجازر والانتهاكات المتواصلة في الضفة الغربية وقطاع غزة. كما شدد على ضرورة دعم الخطة العربية لإعادة إعمار غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني إنسان في أوضاع إنسانية مأساوية.
كلمة الخلايلة هزّت القاعة، حيث لم تحتملها الوفود الداعمة للاحتلال، وعلى رأسها الوفد الإسرائيلي الذي غادر القاعة احتجاجًا، في دلالة واضحة على وقع كلماته ومصداقية موقفه. وقد لاقت مداخلته تأييدًا واسعًا من وفود عربية ودولية، وتحولت النقاط التي أثارها إلى محاور نقاش رئيسية في المؤتمر.
وفي ختام كلمته، قال الخلايلة:
"قد آن الأوان لإيجاد حل عادل ونهائي للقضية الفلسطينية، ولشعب سُلبت أرضه وأُعطيت لمستوطنين جاؤوا من شتّى بقاع الأرض. إن تحقيق السلم العالمي يبدأ من إنهاء الاحتلال وإحقاق العدالة للشعب الفلسطيني."
إن الموقف الذي اتخذه النائب علي الخلايلة يُجسد معنى الرجولة السياسية والجرأة في قول الحق في محفل دولي، ويعكس صورة مشرّفة للبرلمان الأردني، ويدل على أن في هذا الوطن من لا يساوم على الكرامة ولا يسكت على الظلم.