أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مقالات مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات دين مغاربيات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

الزيود يكتب: 'الأردن' الوسيط الإقليمي الموثوق


موسى الزيود

الزيود يكتب: 'الأردن' الوسيط الإقليمي الموثوق

مدار الساعة ـ

يمثّل الأردن ركيزة أساسية في المشهد السياسي الإقليمي والدولي، بفضل موقعه الجيوسياسي المتميز، وقيادته المتزنة، ودوره التاريخي في معالجة الأزمات المعقدة التي تعصف بالمنطقة.

وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية والضغوط السكانية، استطاع الأردن أن يبني لنفسه دورًا سياسيًا مؤثرًا يجعله لاعبًا لا غنى عنه في صياغة السياسات الإقليمية والدولية.
وأثبت الأردن عبر العقود أنه وسيط إقليمي يتمتع بالمصداقية والحياد في التعامل مع النزاعات المختلفة، أبرزها الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.
وقد رسّخ جلالة الملك عبد الله الثاني موقفًا ثابتًا من القضية الفلسطينية، يقوم على دعم حل الدولتين، ورفض أي محاولات لفرض حلول أحادية الجانب أو المساس بالوضع القانوني والتاريخي للقدس.
وتُعدّ الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة عنصرًا أساسيًا في الشرعية الأردنية والدور العربي الإسلامي.
وفي منطقة تعاني من صراعات طائفية، نزاعات داخلية، وحروب بالوكالة، برز الأردن كواحة استقرار سياسي وأمني، وقد تمكّن من تجاوز تحديات الربيع العربي، وموجات اللجوء الكبيرة، والمخاطر الأمنية على حدوده، من خلال سياسات حكيمة جمعت بين الحزم الأمني والانفتاح السياسي النسبي، بالإضافة إلى تعزيز مؤسسات الدولة وبناء خطاب وطني جامع.
ويعتمد الأردن على دبلوماسية قائمة على مبدأ التوازن والاعتدال، ما جعله شريكًا موثوقًا للتحالفات الدولية في قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب، فهو عضو فعّال في التحالف الدولي ضد داعش، ويقدم خبرات أمنية وميدانية معتبرة في مجالات مكافحة التطرف وحفظ الأمن.
ويعزز الأردن دوره السياسي عبر شبكة من التحالفات الاستراتيجية مع قوى كبرى مثل الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، ودول الخليج العربي، وتقوم هذه التحالفات على تبادل المصالح، من دعم اقتصادي وتمويل تنموي، إلى تعاون أمني واستخباراتي، ما منح الأردن قدرة على المناورة السياسية والاقتصادية رغم التحديات.
ويستند الدور الأردني إلى رؤية مستقبلية تتجاوز الدور التقليدي كدولة عبور أو خط تماس، بل يسعى ليكون محورًا فاعلًا في التنمية الإقليمية، التكامل الاقتصادي، والأمن الجماعي، ومع تصاعد الأزمات في المنطقة، تتزايد الحاجة إلى الدور الأردني كقوة عقلانية تسعى إلى بناء الجسور بدلًا من إشعال الحرائق.
لقد استطاع الأردن بحنكة قيادته ومتانة مؤسساته أن يحافظ على الاستقرار الداخلي في بيئة إقليمية مضطربة، مما عزز من مكانته كمرتكز للاستقرار وركيزة للسلام في الشرق الأوسط، وهذا الدور يتعزز باستمرار من خلال سياسات خارجية متزنة وشراكات دولية بنّاءة.

مدار الساعة ـ