أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات جامعات مغاربيات خليجيات دين رياضة اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

المهيرات تكتب: ‎تعريب الجيش الأردني.. قرار هاشمي أنهى الوصاية ورسّخ السيادة


الدكتورة المحاميه رنا محمد داوود المهيرات

المهيرات تكتب: ‎تعريب الجيش الأردني.. قرار هاشمي أنهى الوصاية ورسّخ السيادة

مدار الساعة ـ

‎في الأول من آذار عام 1956، سجّل الأردن واحدة من أهم لحظاته التاريخية عندما أعلن جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، قراره الحاسم بتعريب قيادة الجيش العربي، منهياً بذلك عقودًا من النفوذ البريطاني على المؤسسة العسكرية الأردنية. جاء هذا القرار ليؤكد أن السيادة الوطنية لا تتجزأ، وأن القوات المسلحة يجب أن تكون بقيادة وطنية خالصة، تحمي استقلال البلاد وتصون كرامتها بعيدًا عن أي وصاية خارجية.

‎لم يكن قرار التعريب مجرد خطوة إدارية، بل كان إعلانًا سياسيًا وعسكريًا صريحًا بأن الأردن قادر على إدارة شؤونه الدفاعية دون تدخل أجنبي. في ذلك الوقت، كانت بريطانيا لا تزال تفرض نفوذها على العديد من الجيوش العربية، وتتحكم في مفاصل القرار العسكري في المنطقة، إلا أن الملك الحسين، بإرادة صلبة ورؤية ثاقبة، اختار المواجهة واتخاذ القرار الذي سيغير مسار تاريخ الأردن الحديث. ورغم حداثة سنه، فإن الحسين لم يتردد في طرد كلوب باشا وكافة الضباط البريطانيين، ليضع بذلك حدًا لحقبة التبعية، ويفتح الباب أمام بناء جيش وطني قوي يعتمد على كفاءاته الذاتية.
‎جاء القرار في توقيت حساس، حيث كانت القوى الاستعمارية لا تزال تفرض نفوذها على العديد من الدول، إلا أن ردّ الفعل الشعبي كان واضحًا وصاخبًا، حيث خرج الأردنيون في مسيرات عارمة تهتف للجيش والملك، معتبرين هذه الخطوة استكمالًا لاستقلال الدولة الذي أُعلن قبل عشرة أعوام. أما على المستوى العربي، فقد لاقى القرار ترحيبًا واسعًا، حيث نظر إليه كخطوة جريئة تعزز فكرة التحرر الوطني وتمهد الطريق أمام دول أخرى لاستعادة سيادتها العسكرية.
‎شكل التعريب نقطة تحوّل في مسيرة القوات المسلحة الأردنية، التي سرعان ما بدأت مرحلة جديدة من التطوير والتحديث، لتصبح اليوم واحدة من أكثر الجيوش العربية كفاءة وانضباطًا. ومع مرور العقود، أثبت الجيش العربي الأردني أنه ليس مجرد قوة عسكرية، بل مؤسسة وطنية تعريب الجيش الأردني.. قرار هاشمي أنهى الوصاية ورسّخ السيادة
في الأول من آذار عام 1956، سجّل الأردن واحدة من أهم لحظاته التاريخية عندما أعلن جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، قراره الحاسم بتعريب قيادة الجيش العربي، منهياً بذلك عقودًا من النفوذ البريطاني على المؤسسة العسكرية الأردنية. جاء هذا القرار ليؤكد أن السيادة الوطنية لا تتجزأ، وأن القوات المسلحة يجب أن تكون بقيادة وطنية خالصة، تحمي استقلال البلاد وتصون كرامتها بعيدًا عن أي وصاية خارجية.
لم يكن قرار التعريب مجرد خطوة إدارية، بل كان إعلانًا سياسيًا وعسكريًا صريحًا بأن الأردن قادر على إدارة شؤونه الدفاعية دون تدخل أجنبي. في ذلك الوقت، كانت بريطانيا لا تزال تفرض نفوذها على العديد من الجيوش العربية، وتتحكم في مفاصل القرار العسكري في المنطقة، إلا أن الملك الحسين، بإرادة صلبة ورؤية ثاقبة، اختار المواجهة واتخاذ القرار الذي سيغير مسار تاريخ الأردن الحديث. ورغم حداثة سنه، فإن الحسين لم يتردد في طرد غلوب باشا وكافة الضباط البريطانيين، ليضع بذلك حدًا لحقبة التبعية، ويفتح الباب أمام بناء جيش وطني قوي يعتمد على كفاءاته الذاتية.
جاء القرار في توقيت حساس، حيث كانت القوى الاستعمارية لا تزال تفرض نفوذها على العديد من الدول، إلا أن ردّ الفعل الشعبي كان واضحًا وصاخبًا، حيث خرج الأردنيون في مسيرات عارمة تهتف للجيش والملك، معتبرين هذه الخطوة استكمالًا لاستقلال الدولة الذي أُعلن قبل عشرة أعوام. أما على المستوى العربي، فقد لاقى القرار ترحيبًا واسعًا، حيث نظر إليه كخطوة جريئة تعزز فكرة التحرر الوطني وتمهد الطريق أمام دول أخرى لاستعادة سيادتها العسكرية.
شكل التعريب نقطة تحوّل في مسيرة القوات المسلحة الأردنية، التي سرعان ما بدأت مرحلة جديدة من التطوير والتحديث، لتصبح اليوم واحدة من أكثر الجيوش العربية كفاءة وانضباطًا. ومع مرور العقود، أثبت الجيش العربي الأردني أنه ليس مجرد قوة عسكرية، بل مؤسسة وطنية تحمل على عاتقها مسؤولية الدفاع عن الوطن والمشاركة في حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
بعد أكثر من ستة عقود على هذا القرار التاريخي، يبقى تعريب الجيش الأردني شاهدًا على شجاعة القيادة الهاشمية ووعيها بأهمية الاستقلال الكامل، ليس فقط سياسيًا، بل عسكريًا وأمنيًا أيضًا. واليوم، يُعد الأول من آذار يومًا وطنيًا يخلّد الإرادة الحرة التي رسّخت السيادة الأردنية، وأكدت أن القرارات المصيرية لا تُصنع إلا بالإرادة الوطنية والإيمان المطلق بحق الشعوب في تقرير مصيرها. على عاتقها مسؤولية الدفاع عن الوطن والمشاركة في حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
‎بعد أكثر من ستة عقود على هذا القرار التاريخي، يبقى تعريب الجيش الأردني شاهدًا على شجاعة القيادة الهاشمية ووعيها بأهمية الاستقلال الكامل، ليس فقط سياسيًا، بل عسكريًا وأمنيًا أيضًا. واليوم، يُعد الأول من آذار يومًا وطنيًا يخلّد الإرادة الحرة التي رسّخت السيادة الأردنية، وأكدت أن القرارات المصيرية لا تُصنع إلا بالإرادة الوطنية والإيمان المطلق بحق الشعوب في تقرير مصيرها.

مدار الساعة ـ