أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات دين مغاربيات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ

مؤامرة التهجير التي طرحها الرئيس الأميركي ترامب، تتعاملُ مع الأردنّ وكأنه دولة عابرة، أو جغرافيا احتياطية يُحقِّقُ فيها أحلامَهُ، أو وعاء فارغ يملأه بفائض الفلسطينيين، أو ربما شجيرة جافَّة من السَّهلِ أن تقتلعها الرياح العاتية، أو جدار بسيط يسهلُ تجاوزهُ، يا سيادة الرئيس؛ الأردنُّ قلعة حصينة عصيَّة على الاختراقِ، وصخرة صلبة تتحطَّمُ فوقها كلُّ الأمواجِ، وشجرة مُعَمٍّرة ضاربة جذورها في عمق التاريخ، أرضٌ معطَّرةٌ بدماء الصحابة، ومزيَّنة بمقامات الأنبياء عليهم السلام، هي موئل الأحرار، وبلد الحشد والرباط.

الرئيس ترامب، يهيجُ بكبرياءٍ زائفةٍ، تأخذه العزَّةُ بالإثم، يعرض خطَّةً خبيثةً ماكرةً، هي مؤامرةٌ تهدِّدُ الأمنَ الوطنيَّ، تقضي على الهوية الوطنية، تعبث بالتوازن الديموغرافيّ، تهدفُ إلى تمييعِ مكوِّناتِ الدولةِ، تتعارضُ مع ثوابتنا الوطنية، تؤدي إلى انتحارٍ سياسيٍّ.
الغريبُ العجيبُ في خطّة تهجير أهل غزَّة وتملُّكها، أنَّ البائعَ أميركيٌّ، والمشتري يهوديٌّ، ومالكُ الأرضِ فلسطينيٌّ، وهذا نوعٌ من التهجيرُ القسريُّ الذي يُعتبرُ جريمَةَ حربٍ مكتملةَ الأركان، وهو أيضاً تطهيرٌ عرقيٌّ يضعُ القانونَ الدوليَّ في سلَّةِ المهملاتِ، مؤامرة التهجيرِ ستفشلُ، لأنَّ الفلسطينيين متمسكونَ بأرضهم، يرفضون التهجيرَ، والموقفُ الأٍردنيُّ والمصريُ قويٌّ وصلبٌ وحاسمٌ حازِم، والعربُ جميعاً يُساندون هذا الموقفَ، والعالمُ الشرقيُّ والغربيُّ يرفضُ هذا الجنون.
الأردنُّ يلعبُ دوراً محورياً لضمانِ أمنِ الإقليمِ، موقعهُ الاستراتيجيُّ وقيادته الحكيمةُ تفرضُ على أميركا عدمَ التفريطِ بالأردنِّ لأنَّهُ دوماً قويٌّ بقيادته وحضوره الدوليِّ، وله خياراتٌ عديدةٌ، مؤامرة التهجير ستفشل حتماً، كم من فرعونَ قال أنا ربُّكم الأعلى، وصار لعنةً للتاريخ.

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ