أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

نحن نثق بالملك بقلم : غازي ابوجنيب الفايز

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

إن حجم التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الوطن على وجه الخصوص أصبحت - بلا شك - حديث الشارع المحلي والعربي والدولي . فالتداعيات التي تنعكس سلبا على أردننا الغالي نتيجة لتلك التحديات تفرض واقعا صعبا على المرجعيات العليا ودوائر صنع القرار في الدوله الاردنية . فالقرار إن كان سياسيا او اقتصاديا او اجتماعيا ، فلا بد له أن يخضع الى دراسات معمقه تراعي ظروفنا بسبب الصراعات والحروب التي تحيط بنا ، وكذلك الضغوط الخارجية التي أصبحت تعيق حركتنا ، مما يضطر صانع القرار احيانا لإختيار القرار الصعب تفاديا للقرار الأصعب ، " فقبطان السفينه يضطر احيانا لاتخاذ قرارا بتغيير مسارها تفاديا لغرقها ، رغم عدم رضى المسافرين عن القرار بسبب ما سيتعرضون له من مشقه السفر لطول المسافه " ، هذا ما يجعلنا نعتقد احيانا أن صاحب القرار يتعمد في اتخاذ مثل تلك القرارات الغير مرضي عنها وننعتها بالعشوائية لغاية ما في النفس .

لقد سبق لي وكنت في خلال فترة بداية الربيع العربي التي احدثت تغييرات جوهرية للأنظمة في الساحة العربية مع الكثير من دعاة الاصلاح ، ننتقد أداء الحكومات ونطالبها باجراء تعديلات و إصلاحات بهدف الحد من تفشي الفساد المستشري في مؤسسات الدوله ، لسوء أداء البعض من أصحاب القرار فيها ، والذي كاد أن يلحقنا إلى ما لحقت به تلك الدول . الأمر الذي أدى الى خروج الكثير من أبناء الشعب الاردني الغيور على مصلحة الوطن الى الشارع مطالبين بالاصلاح .

ورغم لقاءاتي وظهوري على الكثير من الفضائيات حينها للتعبير عن نبض الشارع أثناء الغضب الشعبي العارم ، والذي عم البلاد إحتجاجا على أداء الحكومه ، إلا أنني كنت أردد حينها وأقول بكل تيقن : (( أنه لو خرج جلالة الملك على المتظاهرين وشاهدوه بينهم لتوقفوا عن الهتاف وحملوه على الأكتاف مرددين " بالروح بالدم نفديك يا بو حسين " كون الشعب يثق بصاحب الجلاله شخصيا ويحبه )).

إن ما يذكرني بذلك هو احتقان الشارع لما حدث في خلال الاسابيع الماضيه من تداعيات لأحداث الاقصى ، ومقتل مواطنين أردنيين على يد حارس السفارة الاسرائيلية في العاصمة عمان ، الأمر الذي أدى الى غضب الشارع الاردني . وتقاعس المسؤولين السابقين ونأيهم بأنفسهم عن التدخل والقيام بالوجب الوطني الملقى على عاتقهم ، كون مناصبهم السابقه جعلتهم يحظون بمكانة إجتماعية تؤهلهم لإخراج الوطن من أزماته الداخليه ، ما دعى بي إلى الوقوف متسائلا عما سيواجهه الشارع الاردني من ردود فعل لما يحصل مع ابنائنا . فتوجهت الى أصحاب الحل والقعد العقلاء من رجال الوطن بهدف ضبط الحال وتطييب النفوس ، الى أن قوبلت جل خطواتنا الاصلاحية تلك بالايجاب من قبل الجميع . أضف إلى ذلك الدور الذي انتهجه صاحب الجلالة بهدف تطييب النفوس - من باب الاصلاح -الذي جيء به من خلال زيارات متكررة وبخاصة الى بيوت العزاء وما شابه حتى شعر الجميع بالطمأنينة والأمان .

وبالرغم من فداحة تسارع الاحداث التي يقابلها الغضب الشعبي العارم ، إلا أن تفاعلات جلالته وتواصله مع العامة ، هذا ما دفع بنا الى الرضى والقبولية و الراحه والهدوء . ما أدى الى الحد من غليان الشارع . وهذا وإن دل على شيء فإنما يدل على أن العلاقة التاريخية الحميمة ما بين الشعب وقيادته الهاشميه الحكيمه هي علاقة متجذره لن تتأثر بالاحداث والتحديات وحتى المتغيرات التي نواجهها ككل ، لا بل فإنها زادت من تماسك اللحمة أكثر ما بين الشعب والقياده ، وعكست مدى قدرة الشعب الاردني على تحمل مسؤولياته من أجل حماية الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره ، والالتفاف حول قيادته الهاشميه .

إن الاردن رغم وجوده في وسط محيط ملتهب ، فإنه يتأثر بما تتأثر فيه دول الجوار من أحداث دمويه ، فرضت عليه أعباء سياسيه واقتصاديه واجتماعيه كبيره . إلا أنه بقي صامدا وقويا بفضل حكمة قيادته الفذة وما يتحلى به من ثقة تامه وعلى كافة الصعد .

هذا هو الشعب الاردني وتلك هي قيادته الحكيمة اللتان كلما اشتدت عليهم الاحداث ، كلما ازدادوا عطاء وتلاحم وتقدما أكثر ،ولذلك نحن نثق بالملك.

حمى الله الوطن ... وحفظ الله الملك الحليم ... وشعبه الاردني العظيم .

الدستور


مدار الساعة ـ