تعتبر حكومة ألمانيا الإتحادية من أرقى حكومات الدول الأوروبية في تبني الأفكار البناءة لمؤسساتها الحكومية والخاصة والشعب والدولة معا. فقد أوضح لي ابني محمد والمقيم في ألمانيا عندما سألته: لماذا يقوم بتجميع قناني المياه البلاستيكية والزجاجية وعبوات المشروبات الغازية وبالخصوص العبوات التي عليها علامة إعادة التدوير؟، فأجابني من أجل عملية التدوير التي تشجعها الدولة بشكل يساهم فيها جميع أفراد الشعب الألماني بكل صدر رحب.
نعم، يوجد عندنا في أردننا العزيز عملية تدوير للعبوات الفارغة، ولكن من يقوم بجمعها؟ أشخاص معينون من الفقراء وليس أفراد الشعب الأردني بأجمعه. فالفرق كبير جدا ما بين ان يقوم بتجميع العبوات الفارغة عدد محدود من أشخاص فقراء أو يشارك فيها جميع أفراد الشعب، علاوة على نظافة هذه العبوات عند إعادتها. وعلينا أن نقدر كم يعود من الفوائد العظمى على الشركات المصنعة أولا ومن ثم على المواطنين والمقيمين والزائرين من الفائدة المادية وعلى الحكومة من دخل الضرائب على المبيعات. فالعملية تشاركية المنفعة كما هو واضح بين الشركات المصنعة والشعب والحكومة التي اقرت هذه الفكرة ووضعتها حيز التنفيذ. فهل ستتبنى حكوماتنا في أردننا العزيز مثل هذه الأفكار البناءة وغيرها والتي تعتبر تشاركية المنفعة بين الشركات المصنعة وافراد الشعب والحكومة؟. وهل ستضع الحكومة هذه الأفكار وغيرها حيز التنفيذ؟